إنْ كانت الزيادة التِي أقرها وزيرُ السياحة، لحسن حدَّاد، على تذاكر الرحلات الجويَّة، بمائة درهمْ لكل راكب من المملكة، غالبًا ما تثارُ في صلتها بالسياحة، والتأثير على رؤية 2020 الراميَة إلى استقدام عشرين مليون سائح، والتموقع فِي مصاف العشرين وجهةً الأولى، فإنَّ مغاربة العالم، وأوربا على وجه الخصوص، متوجسُون من تبعات انسحاب الطيران المنخفض التكلفة على عدد المرات التي ألفُوا زيارة بلدهم فيها، خلال السنة الواحدة.
إبراهِيم أولعربِي، المقيم بإيطاليا، اعتبر الزيادة بمثابة ضربةٍ موجعة للمهاجرين المغاربة، مردفًا فِي تصريحٍ لهسبريس أنَّ ضريبة المائة درهم، وإنْ بدت للبعض مبلغًا زهيدًا، إلَّا أنَّ لها تأثيرًا على رحلة، لا تتجاوز أَصلا، 550 درهم، تربطُ بين ميلانُو ومراكش".
ولأنَّ 100 درهم تشكلُ حوالي عشرين بالمائة تقريبا أوْ أزيد من ثمن الرحلة، فإنَّ السائح الأوربِي، كما يقول إبراهيم، يضربُ ألفَ حسابٍ قبل أنْ يختار وجهةً من الوجهات للسياحة، سيمَا وأنَّ الأزمة خانقة في القارة العجوز، "السائحُ الأوربِي قدْ يغيرُ وجهته في سبيل كسب أورُو واحد، لا 100 درهم، المستهان بها، أمَّا المهاجرُون فمستاؤون من الضريبة التِي ستواصل طرد شركات الطيران المنخفض التكلفة، مما يخلِي الساحة من المنافسة، الأمر الذِي يعنِي أن سعر التذكرة سيقفزُ ليربو على آلاف الدراهم، فيما كان المغاربة يستفيدُون معَ طيران الـlow cost، من أسفار بأثمنة مناسبة تمكنهم من زيارة الوطن".
نجاة الصالحِي، المنحدرَة من الخنيفرة في المغرب، والمقيمة حاليًّا في العاصمة الإسبانيَّة مدرِيد، تشاطرُ إبراهِيم في رأيه، قائلةً "أغلبُ المهاجرين المغاربة هنا، يعيشون بالإعانات الحكوميَّة، التي قدْ تصلُ 450 درهمًا للأسرة، بينما تأتِي الزيادة لتربكَ هي الأخرى، على اعتبار أنَّ هناك ارتباطاتٍ تملِي السفر إلى المغرب، والزيادة الجديدة، ستكُون لا محالةَ عبئًا جديدًا، على مغاربة إسبانيَا، الذِين ليسُوا فِي حاجةٍ إلى مشاكل إضافية".
في السياق ذاته، يرَة محمد الشركي، المقيم بفرنسا، أنَّ الضريبة الجديدة ستؤثرُ كثيرًا على مجيئه إلى المغرب، حيث إنَّه لنْ يستطيع أنْ يحافظ على وتيرة المرات الثلاث التي ألفها في السابق، "كنت أسافر أحيانًا بشكل مجاني تقريبا، على متن تلك الخطوط، لكن حين ستخلُوا الساحة من المنافسة، سترتفعُ التذكرة إلى المغرب من باريس إلى 4 آلاف درهم، وهو ثمنٌ عالٍ، يصعبُ دفعه مرارًا".
جديرٌ بالذكر، أنَّ المغرب يشرعُ اعتبارًا من فاتح أبريل القادم، في فرض ضريبة مائة درهم على كل تذكرة طيران بالدرجة الاقتصاديَّة، و400 درهم ركاب الدرجَة الاقتصاديَّة، الأمر الذِي ردت عليه شركتا "easyJet"، وَ"Ryanair"، بإلغاء عدة خطوط لصيف 2014، فيمَا لا يزالُ مصير بعض الخطوط غامضًا، على اعتبار أنَّ رحلات الـlow cost، تعتمد بالأساس على تقديم عروض منخفضة الثمن، قدْ لا يتعدى معه ثمن التذكرة مئات الدراهم. فيما قلل وزيرُ السياحة لحسن حداد، من تأثير القرار على السياحة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق