click here

click here

Click here

Click here

Click here

Click here

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Translate

آخر التعليقات

الثلاثاء، 28 يناير 2014

لحسن بوشت: الرجل الذي أعاد لكلمة "مخزني" الإعتبار

لا يختلف إثنان على أن جهاز القوات المساعدة يعتبر أقدم جهاز في المملكة المغربية، وبقدر عراقة هذا الجهاز يُجهل حتى تاريخ تأسيسه، وبقدر تهميش الدولة لعناصر القوات المساعدة أصبحوا مضرب مثل في النكتة و الإستهزاء، بل أن المغاربة أطلقوا عليهم كلمات من أجل السخرية من الجهاز و من عناصره، وهذا يرجع بالأساس إلى عدة أسباب لعل أهمها هو جهل المغاربة لجزئ كبير من الأدوار التي يلعبها رجال القوات المساعدة، و التعتيم الإعلامي الذي ضرب عليهم منذ قديم الزمان ولعل أول روبرتاج يسلط الضوء على هذا الجهاز أجرته قناة ميدي1 تيفي قبل سنوات، وحتى إحتكاك المغاربة مع فئة قليلة جدا من المخازنية الذين يعملون في الأسواق خلف إنطباعا سيئا عن الجهاز في الشارع المغربي.

بعد وفاة الجنرال كوريما، الذي كان يشغل منصب المفتش العام للقوات المساعدة شطر الجنوب، نُفِض الغبار على مجموعة من السلبيات التي كان يعاني منها هذا الجهاز، وأهمها هي العبودية التي كانت تمارس على المخازنية من طرف بعض الظباط المقربين من الجنرال، بحيث تم إكتشاف عشرات العناصر برتب مختلفة، لم يخضعوا للتداريب العسكرية وقد بدأوا مشوارهم المهني بضيعات الجنيرال و ظلوا فيها حتي إلتحق بجوار ربه، هذا دون أن نتحدث عن التهميش الذي طال أجيال عديدة من هؤلاء، فقد كان العنصر يبدؤ مشواره برتبة المخزني و ينهيه بنفس الرتبة مهما كان سلوكه و مهما كانت مردودية عمله، والمشكل هو أن الجيل الذي طاله هذا التهميش لعب دورا محوريا في الحروب التي خاضها المغرب ضد البوليساريو، إذ كانوا يضعونهم في الخطوط الأمامية لدفاع المملكة وجها لوجه مع ميليشيات البوليساريو.

بعد وفاة كوريما تم تعيين الكولونيل ماجور لحريزي مفتش عامآ للقوات المساعدة، وبعدما كان قائدا لشطر الشمال فقط، أخد مكان المرحوم، فأصبح مفتشا عاما للجهاز بشطريه، لكن شيئا لم تغيير ولم تمر على تعيينه إلا بضع سنوات ليقوم الملك محمد السادس بإقالته من منصبه على خلفية قضايا فساد إختلفت الروايات على نوعيتها، ليتم تعيين الكولونيل "مُنزِل" مفتشا للجهاز شطر الشمال، وتم إستقدام الكولونيل ماجور لحسن بوشت من جهاز الحرس الملكي وأسندت له مهمة تسيير المفتشية العامة للقوات المساعدة شطر الجنوب، ليتدخل الجهاز في طفرة غيرته رأسا على عقب، أعيد خلالها الإعتبار لكلمة "مخزني"، وإستطاع لحسن بوشت خلال السنوات القليلة التي قضاها في هذا المنصب كسب قلوب عناصر الجهاز من طنجة إلى لكويرة، الذين إعتبروه الأب الحنون و الرجل المتدين الذي لم يسجل التاريخ تلطيخه ليده بمال حرام.

لحسن أمضى مدة وجيزة لم تتجاوز السنتين على رأس جهاز القوات المساعدة، إستطاع أن يحقق خلالها إنجازات عظيمة، كتب بها إسمه بماء من ذهب في تاريخ القوات المساعدة، إذ أنه إعتمد على إستراتيجية في العمل حدّت بشكل كبير من الظلم و الحكرة التي ظل يعاني منها المخزني لعقود، وحاول قدر المستطاع ألّا يظلم عنده أحد، ودافع بشراسة على الزيادة في أجور المخازنية وبحكم عمله الأصلي في الحرس الملكي، تمكن من إيصال صوت المخازنية إلى الملك الذي وافق على زيادة في أجورهم إعْتُبِرت الأولى من نوعها، وبعدما كان المخزني يتقاضى حوالي 1400 درهم، أصبح له أجر يناهز 2200 درهم، كما عمد لحسن بوشت إلى توظيف أبناء المخازنية في الجهاز، وذلك بسبب الحالة الإجتماعية التي كانوا يعيشونها، هذا وقد أصبح بمقدور المخزني أن يتسلق الرتب العسكرية بشكل قانوني بعدما كانت رتبة مخزني مقبرة لا يخرج منها إلا المحظوظون و أقارب صناع القرار في الجهاز.

إنسان متخلق، محترم، ومتدين، هكذا عُرف الكولونيل ماجور لحسن بوشت طيلة مدة رئاسته لجهاز "ق س"، لكن القدر شاء أن يعود من حيث أتى لأسباب لا تزال مجهولة، قيل فيما بعد أن الشعبية التي إكتسبها في أوساط المخازنية هي السبب في الذلك، ومن القصص التي لا يزال يعيدها القدماء على مسامع "الباجدا"، هو أنه أثناء عملية تسليم السلط بين بوشت و حجار، إكتشف أن إحدى مخازن المحروقات التابعة للجهاز تتوفر على فائض من الوقود لم يضع لحسن بوشت يده عليه، وهاهو بوشت قد رحل تاركا وراءه أزيد من أربعين ألف دعاء خير كلما ذكر إسمه في بين المخازنية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More