click here

click here

Click here

Click here

Click here

Click here

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Translate

آخر التعليقات

الثلاثاء، 11 فبراير 2014

المغرب بين الماضي والحاضر

ظل أجدادنا، أمام تزايد النفوذ الأروبي، مترددين في القيام بالإصلاحات النورية التي كان يتطلبها الوضع والتي بدونها لم يكن للمغرب سبيل لإنقاذ نفسه من الأخطار المحدقة به. والذي جعلهم يؤثرون السكون والركود أنهم كانوا يعتقدون، عن حسن نية في الغالب، إن معارضتهم لكل ما هو آت من أروبا هي الوسيلة الوحيدة لإنقاذ البلاد ماديا وروحيا ولصيانة كيانها واستقلالها. وقلة معرفتهم بأروبا وبسياستها وأساليبها الاستعمارية جعلتهم لا يتصورون الاستعمار في شكله الحقيقي فيتكهنوا بالأحداث المقبلة ويستعدوا لها ويروا الأجنبي يغير على أرضهم ويكتسحها شبرا بعد شبر.
بل إن الذي كانوا يخافون منه، حسب ما تبديه قرائن عديدة، هو الغزو الفكري الأروبي. فتلك بداية لمغامرة عقلية الله أعلم بنهايتها. وأقل ما يترتب عنها زعزعة العقائد الراسخة والعادات والتقاليد الثابتة. فإذا افترضنا أن الباب سيفتح قليلا ليدخل الهواء الجديد، فهل يمكن إغلاقه من بعد
ومع ذلك، فقد كان سير التاريخ يفرض هذه المغامرة. فإذا كانت العاطفة والهوى والعادة توحي أحيانا بالركود والهدوء، فإن إرادة الحياة تتطلب الحركة والتطور والسير دائما إلى الإمام. وكم شعب غاب  اليوم عن وجه التاريخ لأنه أراد أن يحيا خارج الزمان!
ولو أهتدي أجدادنا إلى التفكير القويم وتدبروا الواقع بحصانة وبعد نظر لفهموا إن إنقاذ المغرب هو في الاستفادة من حضارة أروبا وعلمها وتجاريها لا في الجمود والتعصب. وقد كان اليابان مثل المغرب يعيش منطويا على نفسه وتقاليده. ثم بدأ هو أيضا يستيقظ في أواسط القرن الماضي. إلا أنه لم يتردد في تدارك ضعفه ومعالجة أدوائه. فتتلمذ على أروبا مدة قصيرة. وما هي إلا سنوات حتى أصبح دولة قوية لها وزنها في العالم ومقامها بين الدول وشخصيتها وحضارتها ومميزاتها.


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More