المشاركات
فيما كانت قوّاتُ الأمن تطارد عشرات المعطلين في شارع محمد الخامس قبالة مقرّ البرلمان في الرباط، وبُعيْد ساعة من إقدام عدد من المكفوفين المعطلين على اقتحام محطة القطار غير بعيد عن البرلمان، وعَدَ رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران طلاب المعهد العالي للإدارة بأنهم سيصلون إلى احتلال المواقع، وستعطى لهم المرافق، إن هم تفانوا في العمل، "إلى أن يقولوا هذا يكفينا".
وحثّ بنكيران في الكلمة التي ألقاها خلال حفل تسليم دبلوم المعهد العالي للإدارة لخريجي الفوج السابع والثامن والتاسع، وشهادات الفوج السادس والسابع لمفتشي المفتشية العامة للإدارة الترابية، (حثّ) خرّيجي المعهد على تفادي التنازع على المواقع، "لأنّ في ذلك ضياعا للوقت"، والاجتهاد والتفاني في العمل، قائلا إنّ المناصب بحاجة إلى "من يحتلّها عن جدارة واستحقاق، وليس إلى من نهديها لهم".
واستطرد بنكيران أنّ المعهد العالي للإدارة لا يجب أن يكون مؤسسة إدارية فقط، "إذ لا تكفي البنيات والتجهيزات لوحدها، بل لابدّ أن تكون هناك كفاءات حقيقية، تكون بمثابة روح المؤسسة"، داعيا المتخرجين إلى التفرّغ للعمل، وبذل الجهود، "من أجل المساهمة في جرّ العربة، كل من منصبه، لكي تنهض الأمة، لأنّنا نوجد في مرحلة انطلاق جديدة"، وزاد "هناك دول تحقّق، من خلال مبيعات شركة هواتف أو حواسيب واحدة، أو موقع إلكتروني، ما يوازي الناتج الداخلي الخام لدول أخرى".
واستغلّ رئيس الحكومة فرصة حديثه أمام خرّيجي المعهد العالي للإدارة لتوجيه "نصائح" ذات حمولة دينية إلى المتخرجين، وذلك بإشارته إلى افتتاح حفل تسليم الدبلومات والشواهد بآيات من القرآن الكريم قائلا "أنا أتساءل أليس من الأجدر أن يحفظ جميع الدارسين في المعهد القرآن الكريم؟"، ثمّ وجّه رسالة إلى "المتطرفين" بالقول إنّ مواطني الدول الإفريقية التي زارها الملك مؤخّرا استقبلته بصفته أميرا للمؤمنين، "وهذه إشارة إلى المتطرفين والمتشددين الذين يريدوننا أن نعيش في زمن غير زماننا".
من جهته التجأ رئيس جمعية خريجي المعهد العالي للإدارة إلى القرآن الكريم، واستنبط منه آية "إنّ خيْرَ من استأجَرْتَ القويّ الأمين"، ليحثّ رئيس الحكومة على "استجار" خريجي المعهد العالي للإدارة، "لما لهم من قوّة وكفاءة ورغبة في العمل"، وأضاف رئيس الجمعية، موجّها كلامه إلى رئيس الحكومة "إنّ من المشروع أن يطالب خريجو المعهد العالي للإدارة بالإدماج في مناصب المسؤولية".
في السياق ذاته، قال محمد الهاشمي، ممثلّ الفوجين الثامن والتاسع، "إنّ طريق التخرّج لم يكن مفروشا بالورود"، داعيا رئيس الحكومة إلى توفير الضمانات الكافية بعدم تكرار الاختلالات التي شابت المعهد، والتي تحدث عنها المجلس الأعلى للحسابات، قائلا إنّ "المعهد لا علاقة له بتلك الاختلالات، بل لها علاقة بمحيطه"؛ كما طالبَ رئيسَ الحكومة بالعمل على إدماج الخريجين في مناصب المسؤولية، "تجنيبا لإصابتهم باليأس والإحباط".
دعوة ممثل الفوجين الثامن والتاسع ردّ عليها بنكيران مازحا "خاصّكم حتى انتوما تصبروا كيما صبرت أنا، راه ما وصلت لمنصب المسؤولية حتى ولات عندي ستين عام".
.jpg)
0 التعليقات:
إرسال تعليق