click here

click here

Click here

Click here

Click here

Click here

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Translate

آخر التعليقات

الأربعاء، 22 يناير 2014

ما هي رسائل المغرب من تعيين الحضرمي واليا بجهة كلميم-السمارة؟


ما هي رسائل المغرب من تعيين الحضرمي واليا بجهة كلميم-السمارة؟

قبل سنتين تقريبا أجرت "جمعية الصداقة الجزائرية الصحراوية"، والتي يطلق عليها داخل دوائر القرار بـ "الذراع العسكرية الجزائرية بمخيمات اللاجئين الصحراويين"، استطلاعا للرأي حول أهم الشخصيات الأكثر تأثيرا على الصحراويين، النتيجة كانت صادمة ولم تكن متوقعة أبدا من لدن للمخابرات العسكرية الجزائرية، حيث تبوأ محمد علي العظمي/عمر الحضرمي، أحد المؤسسين لجبهة البوليساريو، المرتبة الأولى متقدما على كل من محمد عبد العزيز ومحمد لمين البوهالي وبراهيم غالي.
والسبب وراء إجماع المحتجزين الصحراويين على شخصية عمر الحضرمي واعتباره "قائدا مثاليا"، حسب التقرير السري الذي رفع إلى الرئيس الجزائري حينذاك، هو"اختيار نابع عن معطيات تاريخية ووقائع حالية، حيث أن الرجل خلال مراحل مسؤولياته بجبهة البوليساريو راكم احتراما كبيرا وتعاطفا مع الساكنة لاهتمامه بمصالح الصحراويين والإشفاق على ضعفائهم، والحرص على توعيتهم من الاستغلال الجزائري الذي يمارس في حقهم".
فمنذ التحاق الحضرمي(محمد علي العظمي) بأرض الوطن في 9غشت 1989، قادما من واشنطن، تم توظيفه بوزارة الداخلية، وبعد ذلك عينه الملك الراحل الحسن الثاني عاملا على إقليم قلعة السراغنة، فعاملا على إقليم سيدي قاسم، وفي سنة 2002 عينه الملك محمد السادس عاملا على إقليم سطات فواليا على جهة الشاوية ورديغة، وبعدها تم تعيينه واليا مكلفا بالإنعاش الوطني بوزارة الداخلية، حيث ظل المتابعون لملف الصحراء يتساءلون ويستفهمون عن استبعاد عمر الحضرمي عن ملف الصحراء بالرغم من كونه واعيا وفاهما للملف من الداخل كواحد من المؤسسين لجبهة البوليساريو، هذا بالإضافة إلى أنه استطاع أن يحوز على ثقة و"إجماع" الصحراويين.
ربما الجواب تم تقديمه، يوم أمس، ضمن التعيينات التي قام بها المجلس الوزاري الذي ترأسه الملك محمد السادس، للعديد من الولاة والعمال، حيث تم تعيين عمر الحضرمي واليا على جهة كليميم- السمارة.
والسؤال الذي يُطرح حاليا: ما هي رسائل المغرب من تعيين عمر الحضرمي/ ابن الركيبات، وهو أحد المؤسسين للبوليساريو واليا في منطقة تضم بعض الوجوه من انفصاليي الداخل؟ أي دور وأي قيمة سيضيفها تعيين الحضرمي، الذي سبق له أن التقى كريستوفر روس في الزيارة قبل الأخيرة للمنطقة، لملف الصحراء في هذه الظرفية بالذات؟
مجتمع مدني قوي يحتاج إلى سياسي متمرس
اعتبر عبد الفتاح البلعمشي، مدير المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، أن تعيين محمد عالي العظمي "عمر الحضرمي" واليا على جهة اسمارة كلميم رسالة إلى الطرف الآخر البوليساريو بالاحتفاظ بهذا القيادي السابق والمؤسس مسؤولا إداريا ساميا في جهة من أكثر الجهات تعقيدا وفي حاجة إلى إعادة ترتيب الأوراق تنمويا وإداريا وأمنيا، مشيرا، في اتصال مع هسبريس، إلى أن ارتباط الرجل بهذه المنطقة وبالتحديد خبرته بها على اعتبار انتمائه القبلي "اسمارة" ومنشئه الأول وتواجده قبل تأسيس البوليساريو "طاطا/طانطان.
وأكد البلعمشي إلى أن المغرب حاليا بات في حاجة المراكز الكبرى في هذه الجهة "إلى كفاءة إدارية عالية ومتمرسة للتعامل مع نخبها المحلية التي تزخر بها مدينة كلميم وآسا الزاك والتي راكمت مجتمعا مدنيا فاعلا وقويا لم تواكبه الإدارة بالشكل المطلوب".
مؤهلات العارف بطبائع أهل الصحراء
أما صبري الحو، الباحث المهتم بملف الصحراء والخبير في القانون الدولي، يرى أن تعيين عمر الحضرمي واليا على جهة كلميم السمارة له عدة دلالات وإشارات، الأولى، حسب رأي المتحدث، "مرتبطة بنية المغرب لسلوك سياسة جديدة في تدبير ملف الصحراء، من سماتها المعلنة هي المبادرة إلي الهجوم وعدم الركون إلي الدفاع".
واعتبر، المحامي بهيئة مكناس، إلى أن الخطة الجديدة للمغرب في مسألة تدبير ملف الصحراء "لن يتم بلوغ نتائج جيدة بخصوصها إلا إذا تمت الاستعانة بخدمات شخصيات تجيد الدفاع والهجوم في نفس الوقت، وهي المقومات والمؤهلات التي يملكها الحضرمي ويتوفر عليها دون حاجة منه إلى تمرين ولا إلى تأقلم ولا تكيف، فهو صحراوي الأصول والمنشأ، الشيء الذي سيسهل عليه ممارسة مسؤوليات ومهام العامل والوالي في علاقته بمعرفة طبائع أهل الصحراء وقبائلها وفي علاقته بمجال الصحراء وعادات وتقاليد أهل الصحراء وتفهم أولويات طلباتهم وحاجياتهم الأساسية وتطلعاتهم في مواجهة مرافق الإدارة".
وأشار الحو في اتصال مع هسبريس إلى أن أسبقية تقلد الحضرمي لمناصب ومسؤوليات قيادية لدى البوليساريو قبل عودته إلى المغرب في عهد الملك الحسن الثاني مكنته من الاطلاع على خطط ومناورات وتكتيكات واستراتيجيات الخصوم، وستمكنه تلك الخبرة من استغراق وإفشال تحركات مناصري الخصوم بالداخل وفك رموز تحركاتهم بذكاء وبسرعة قبل بلوغ أهدافهم.
أما الخلفية الثانية التي تحكمت في تعيين الحضرمي، برأي صبري الحو، في ذلك المنصب هي "تحسيس وتمرين المواطنين من أهل الصحراء واعيان وشيوخ الصحراء على ما سيوفره الحكم الذاتي الموسع من فرص تولي أبناء وبنات الإقليم لمسؤوليات التسيير والإدارة في كل المرافق والمناصب وستسترجع الإدارة بذلك ثقة المواطنين في الصحراء بعد سنوات من العداء ساهم فيها عدم جهل المسؤولين لعقلية المواطنين بالصحراء التي ما زال يتحكم فيها منطق الانتماء للقبيلة، وهي كلها تجارب وطبائع عاشها الحضرمي ويتوفر على قدرة إدارة المسؤولية مع احترام لتلك الخصوصيات".
الحضرمي ومقاومة اليأس والاحتقان السياسي
من جهته اعتبر محمد الفنيش، باحث في السياسات العربية ومختص في ملف الصحراء في بريطانيا، أن تعيين عمر الحضرمي واليا على جهة كليميم سمارة "سيجعل المتتبعين للشأن السياسي والحقوقي بالمنطقة متفائلين بهذا القرار، خصوصا بعدما سيطرت بعض الأحزاب على كل شاذة وفادة، وبعد أن أصبحت جميع أجهزة الدولة بكل مكونتها في يد حزب واحد الشيء الذي خلف نوعا من الإحباط واليأس لدى أغلب المواطنين في المنطقة".
وقال فنيش، وهو ابن المنطقة ويقيم في بريطانيا، "إن عمر الحضرمي، وهو أحد قيادي البوليساريو الذي عدل فكره الانفصالي بفكر وحدوي راسخ، يستطيع أن يعيد للمنطقة توازنها السياسي والحفاظ على حقوق المواطنين وهو ما قد يعطي شحنة أكبر للدبلوماسية المغربية في معالجة ملف الصحراء"، لأن الحضرمي، حسب رأي فنيش، "خبير في خبايا الإدارة المغربية عايش عصر سياسة الدولة التقليدية في زمن إدريس البصري وسياسة الدولة الحديثة في عهد جلالة الملك محمد السادس، ناهيك على أنه ابن المنطقة الشيء سيجعل منه يراعي خصوصية المنطقة من حيث الهوية والثقافة".
أما على مستوى البعد الخارجي، يضيف المتحدث، أن عمر الحضرمي سيضع خصوم الوحدة الترابية في موقف حرج خصوصا و أنها المنطقة التي تعتبر أكثر احتجاجا وأكثر المناطق التي يعتمد عليها في ملفات حقوق الإنسان، كما أنه يستطيع أن يوظف ويحسن الوضع بعيدا عن سياسة بعض الأحزاب التي جعلت من المنطقة ريعا اقتصاديا بامتياز وساهمت في إنتاج مظاهر اليأس والاحتقان الاجتماعي.
مجال تنموي مهدد بالاختراق من انفصاليي الداخل
يرى عبد الرحيم المنار اسليمي أن تعيين عمر الحضرمي واليا على جهة كلميم السمارة، رسالة موجهة إلى البوليساريو أولا، ما دام الأمر يتعلق بأحد ابرز القيادات التاريخية التأسيسية السابقة لجبهة البوليساريو يتم تعيينه في مجال ترابي ينتمي إليه (السمارة)، ومن داخل بنية قبلية يعرفها جيدا.
فالحضرمي، يضيف مدير المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، تم تعيينه في مجال ترابي يعرف العديد من الحركات الاحتجاجية القابلة للانزلاق، مجال ترابي كثيرا ما كانت وزارة الداخلية تعين فيه رجال سلطة يتم نقلهم تأديبيا أو أنهم على أبواب التقاعد (خاصة كلميم)، مما يعني أن الحضرمي كقيادي وكمؤسس سابق سيقود عملا تنمويا في مجال مهدد بالاختراق من طرف ما يسمى بـ"انفصاليي الداخل".
وأشار اسليمي إلى أن تعيين الحضرمي الذي سبق أن أشرف على الإدارة الترابية في مناطق قلعة السراغنة وسيدي قاسم وسطات هو رسالة إلى البوليساريو، فالعائدون إلى المغرب من مخيمات تندوف والمنتمون إلى سمارة سيجدون أمامهم رجل سلطة والي يعرف الملف والأشخاص وينتمي للمنطقة .
كما رأى المتحدث أن تعيين الحضرمي فيه رسالة إلى كريستوفر روس الذي سبق أن اجتمع بالحضرمي (الوالي الجديد لجهة كليميم سمارة) واعترف (أي روس) بان الحضرمي أفاده كثيرا في ملف الصحراء بحكم تجربته مع البوليساريو في لحظة التأسيس الأولى .
وخلص أستاذ العلوم السياسية، في اتصال مع هسبريس، إلى أن التعيينات التي شملت المناطق الصحراوية الكبرى (العيون واسمارة )، تأتي في ظرفية قدمت فيها الولايات المتحدة الأمريكية دعما للمغرب لتنمية المناطق الجنوبية، وفي نفس الوقت قدم فيه المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للنموذج التنموي للمنطقة، مما يعني أن هذه التعيينات المتمثلة في عمر الحضرمي كوالي لجهة كليميم اسمارة وتغيير والي العيون وتعيين كاتب عام جديد للولاية في نفس الجهة، يدل على أن مسلسل تنزيل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية كمحتوى لمشروع الحكم الذاتي انطلق برجال سلطة جدد ينتمي اغلبهم للمنطقة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More