"المعركةٌ ضدَّ الأصوليَّة الكاثوليكيَّة، كما ضد الأصوليَّة الإسلاميَّة معركةٌ واحدةٌ"، بهذه الصيغة دعَا وزيرُ الداخليَّة الفرنسِيِّ، مانويل فالسْ، الاشتراكيين إلى التصدِي لكافة مظاهر المد الأصولي في الضواحي، بالأسلوب نفسه، لأنَّهما يشكلانِ معًا خطرًا يحدقُ بالعلمانيَّة، قائلًا إنَّ وجود الخطر هُو الذِي يستوجبُ خوضَ المعركةٍ، وذلكَ أثناء لقاءٍ للفريق الاشتراكِي، في البرلمان الفرنسي.
التهديدُ الأول، وفقَ الوزير الفرنسي، يشكلهُ منتمون إلى اليمين الكاثوليكي المتطرف، فخلال النقاش الذِي عرفتهُ فرنسا حول الإجهاض، أوْ زواج المثليِّين، الذِي صادق عليه البرلمان الفرنسي العام الماضِي، لمْ يترجج الاشتراكيون في التصدِي للأصوليَّة لوقفها عند حدها.
لكن المسؤول الفرنسي، تابع بقوله إنَّ معركة اليسار لمْ تضع بعد أوزارها، حيث إنَّ مواضيع كثيرة لا تزال مثارة، سيما الهويات الطائفيّة، "التي نجدها بالخصوص في الأحياء الشعبية، التي تعاني الفقر والبطالة والعنف، وتنضافُ إليها أزمة هوياتية حادَّة" يضيفُ مانويل فالسْ، فِي مقاربته التِي تربطُ تنامِي الأصوليَّة في فرنسا، بالتهمِيش الذِي غالبً ما يفرزُ نماذج عنيفة.
وشدد المتحدث ذاته، على أنَّ معركة اليسار ضدَّ المطالب الدينيَّة، التِي أضحتْ تتعالَى أكثر فأكثر، وسط المجتمع الفرنسي، لا ينبغِي أنْ تقلَّ شراسةً على المواجهة التي يخوضها ضد اليمين المتطرف، بالنظر إلى ما يمكن أن يترتب عنها مستقبلا، من تهديد للـ"النموذج الفرنسي.
و"حتَّى لا تُفْهَم المعركَة ضد الأصوليَّة، في تلك الأحياء الشعبيَّة، على أنها استهداف لأولئك الاشخاص، فتخلفَ لديهم إحساسًا بالاحتقار، لا يجبُ علينا أن ننسَى خوض معركة على صعيدٍ آخر، في سبيل التحرر، ومناهضَة التمييز، والمساواة فِي المدرسة"، كمدخلٍ إلى التصدِي للتطرف، من خلال تجفيفِ منابعه.
من جانبه، ذهبَ وزير العدل السابق، روبر بادنتر، إلى إنَّ فرنسا دخلت مرحلة الخطر، في صراعها مع الأصوليِّين، مضيفًا أنَّ ما أضحَوْا يرفعُونه من مطالب دينيَّة، تهدد العلمانيَّة في الجمهوريَّة، التِي يتجدد النقاش فيها، بين الفينة والأخرى، حول الحدود الفاصلة بين ممارسات الفرد الأخلاقيَّة، وصلتها بالمنظُومة العلمانيَّة، وعمَّا إذَا كانَ تحيِيد الدين في الفضاءات العامَّة، انتهاكًا للحقوق، غالبًا ما ينبرِي معه مجلس مكافحة الإسلاموفوبيا، إلى التحذِير من مغبَّة الإقصَاء والاستهداف الممنهج للمسلِمِين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق