أعلن مدير مركز تحديد هوية وطرد الاجانب بروما أن 13 من نزلاء هذا المركز وكلهم مغاربة، قاموا مساء أمس السبت، بخياطة أفواههم بالأسلاك كنوع من الاحتجاج على وضعيتهم.
ويعتبر هذا السلوك الثاني من نوعه داخل هذا المركز بعد حوالي شهر على العملية الاحتجاجية التي كانت بنفس الطريقة تقريبا حيث تم الاقتصار على استعمال الخيوط العادية من دون أسلاك.
"كابرييلا كويدو" الفاعلة الجمعوية المتتبعة لقضية هؤلاء النزلاء، قالت إن انسداد الأفق إمامهم وإصابتهم بخيبة الأمل لإيجاد مخرج لوضعيتهم، دفع بهم إلى رد الفعل الذي وصفته بـ"العنيف والتراجيدي" حيث لم يكتف المحتجون باستعمال الإبرة والخيط بل استعمال جميع ما توفر لهم من آلات حادة ، مشيرة إلى أن سبعة من هؤلاء المحتجين سبق لهم ان شاركوا في العملية الاحتجاجية الاولى.
ورغم مرور اكثر من شهر عن العملية الاحتجاجية الأولى والتي لم تُفض إلا بعد تدخل بعض الهيئات والسياسيين من بينهم النائب البرلماني "خالد شوقي" المغربي الأصل إلا انه لم يطرأ أي جديد على وضعيتهم رغم كل الوعود.
وتجلب مراكز تحديد هوية وطرد الأجانب المعروفة اختصارا بـCIE، العديد من الانتقادات لإيطاليا، وصلت حد الإدانة كما جاء في تقرير سابق لمنضمة العفو الدولية في إحدى تقاريرها حيث وصفت الأوضاع التي يتواجد عليها نزلاء هذه المراكز بأنها غير إنسانية، فيما لاتتردد العديد من الهيئات بوصفها أنها تشبه "معسكرات النازية".
ورغم كل الأصوات المطالبة بإغلاقها نهائيا إلا أن الطبقة السياسية ورغم الاختلافات الكبيرة بين أطرافها حول سياسة الهجرة، فتبقى متفقة على الحفاظ على هذه المراكز التي أحدثها الرئيس الإيطالي الحالي "نابوليتانو" عندما كان وزيرا للداخلية في إحدى حكومات اليسار، ثم ليتم تعزيز مكانتها القانونية فيما بعد مع إحدى حكومات بيرلسكوني.
ويعطي تواجد مهاجرين مغاربة داخل هذه المراكز، ورقة ضغط كبيرة للمدافعين عن مثل هذه المؤسسة العقابية في حق المهاجرين غير القانونيين، بل إن بعض السياسيين المناهضين للمهاجرين عبروا في أكثر من مناسبة بأنه يجب مطالبة بلدان مثل المغرب التي تشهد نموا اقتصاديا بأن تتكفل ماديا بمواطنيها الذين يتم ضبطهم فوق التراب الإيطالي في وضعية غير قانونية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق