نبدأ جولتنا في رصيف الصحافة الأسبوعية من أسبوعية "الأيام"، التي نشرت حوارا مثيرا مع عالم المقاصد المقرب من حزب العدالة والتنمية، أحمد الريسوني، الذي قال بأن ما يجري في المغرب حاليا، مع تجربة حكومة بنكيران، لا يعدو أن يكون عملية ترميم وتجميل وتلطيف وتدبير للأزمة، مشددا على غياب أي تحالف بين الأحزاب المشكلة للحكومة، بل الأمر عبارة عن ائتلاف حكومي وتفاهم سياسي ظرفي "أطال الله عمره على كل حال".
نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، تحدث عن حاجة المجتمع المغربي إلى توافق وتنسيق بين مختلف الديمقراطيين "الصادقين"، وبحاجة إلى إعادة قدماء الديمقراطيين "الانقلابيين" إلى الديمقراطية ومصالحتها معهم، وبحاجة أيضا إلى مزيد من الضغط على طبقات الفساد والاستبداد، "لكي نتحرك بأمان"، معتبرا أن تلك العوامل هي من تعيق التحول الديمقراطي ويقف قطاره في العالم العربي.. فيما صرح الريسوني بكون الإسلاميين في المغرب يقبلون اليوم التعايش مع كل علمانية غير معادية للدين، على أساس الديمقراطية، "وأن ما يختاره الشعب فذلك حقه ولا حجر عليه".
من جهة أخرى، قالت "الأيام" إن الأسباب وراء تغيير ولد سويلم، السفير الأسبق للمملكة بإسبانيا، الذي لم يستطع إكمال سنواته الأربع المتعارف عليها في أعراف السفراء والقناصلة، راجع إلى كونه لم يلتزم بالدور المفروض أن يقوم به خلال الثلاث سنوات التي قضاها في العاصمة مدريد.
ومن ذلك، تضيف الجريدة، عدم قدرة ولد سويلم على الانفتاح على الأوساط المعارضة في إسبانيا لقضية الصحراء، واستقطاب وجوه أخرى فاعلة في تنظيمات جبهة البوليساريو، أو الحد من أنشطتها التي تتزايد قوة بتنسيق مع الجارة الجزائر، إضافة إلى الرغبة في تغيير الاستراتيجية الرسمية للبلاد من المحتوى السياسي الذي كان يمثله ولد سويلم، إلى الشراكة الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا، دون أن يعني ذلك الارتهان إلى الجانب الاقتصادي فقط، توضح "الأيام".
وإلى "الأسبوع الصحفي"، التي كشفت عن زيارة وفد مصغر عن الدبلوماسية الإيرانية إلى المغرب قبل أيام، وهي الزيارة التي لم يعلن عن مغزاها وسياقها، فيما أكدت الصحيفة أن عددا من المستخدمين شوهدوا وهم يقومون بترميمات وإصلاحات وتبليط داخل مقر السفارة الإيرانية المتواجدة بشارع السويسي بالرباط.
المشهد دفع الجريدة إلى اعتبار الأمر "بوادر" لفتح سفارة إيران بالمغرب، ما قد يؤشر وفق تساؤل "الأسبوع الصحفي" على قرب عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى طبيعتها، خاصة بعد إجراء مكالمة هاتفية بين وزيريّ خارجية البلدين والاستقبال الذي خص به الأمير مولاي رشيد رئيسَ البرلمان الإيراني في تونس، وكذا حفاوة الاستقبال للوفد البرلماني المغربي المشارك في مؤتمر اتحاد الدول الإسلامية بطهران الشهر الماضي.
من جهة أخرى، علقت الصحيفة ذاتها على الخبر الذي تم تداوله حول سحب موريتانيا للقائم بأعمالها بالرباط، من كون الجزائر هي من سربت أخبارا عن قطع موريتانيا لعلاقتها مع الرباط، مشيرة إلى أن تساؤلات بعض المصادر الصحفية حول "هل يسير المغرب نحو إضاعة موريتانيا"، وهو السؤال الذي طرحته مجلة "جون أفريك" "الشبه المتحكمة في إفريقيا"، هي تساؤلات لا حاجة لطرحها، لكون موريتانيا، وفقا للجريدة، ومنذ اعترافها بالبوليساريو، كانت قد أعلنت نيتها، وحينما ترأس رئيس جمهوريتها منظمة الوحدة الإفريقية، واحتفظ بالبوليساريو بمقعدها "فإنه لم يكن ينتظر من الملك محمد السادس أن ينوه به ولا بمنظمته الإفريقية خلال زيارته لإفريقيا".
أما "الوطن الآن" فقد خصصت لغلافها الأسبوعي موضوع "زلزال ارتدادي يهز الحسيمة من جديد"، حيث كشفت عن كون منكوبي الزلزال العنيف الذي هز المدينة عام 2004، ما زالوا يقطنون بالخيام وبمنازل آيلة للسقوط، مشيرة إلى أنه، وبعد الفاجعة تم تدشين العديد من المشاريع ذات الطابع الاقتصادي والسياحي والثقافي.. لكن، وبعد مرور 10 سنوات، لم يتم تنفيذ الشيء الكثير، "حيث مازالت عدة مشاريع عالقة".
ونبهت الجريدة إلى أن عدم الاستجابة لمطالب ساكنة إقليم الحسيمة سيؤدي إلى ارتفاع وتيرة الاحتجاجات بالمنطقة، مضيفة أن المقاربة الأمنية وإسكات الناس والترهيب أو التهديد أو الوعود الكاذبة "سيؤدي إلى إسكات الناس في لحظة معنية"، "لكن سرعان ما ستعود الاحتجاجات إذا لم تلمس الساكنة أي تحسن في وضعيتهم".
من جهتها أوردت أسبوعية "المشعل"، حوارا خاصا مع امحمد كرين، القيادي في حزب التقدم والاشتراكية، الذي أوضح أن مشاركة حزبه في حكومة بنكيران، والتحالف مع حزب إسلامي، كان خيارا سياسيا من أجل سد الطريق على المد الأصويل من الداخل، فيما كشف أن إمكانية خروج الحزب الشيوعي من الحكومة سيكون محط نقاش في المؤتمر الوطني المقبل لحزب "الكتاب".
كرين شدد مرة أخرى على مواقفه المنتقدة للحكومة، حيث قال بأن الاتجاه الذي تسير فيه الأخيرة ليس هو "الأنجع"، خاصة فيما يتعلق بمقاربة إصلاح التقاعد ومنظومة المقاصة والنظام الجبائي، إضافة إلى مقاربة الحكومة في محاربة الريع، "حيث كانت تكتفي بالخطابات والشعارات"، منبها من جهة أخرى على ما أسماها الفردانية والقرارات الأحادية الجانب التي يتخذها الأمين العام للحزب، نبيل بن عبد اهة ، مشيرا إلى الاعتماد على الزعيم الواحد الأوحد داخل الحزب، وغالب الأحزاب المغربية، لا تكرس الديمقراطية و"تخلق نوعا من العلاقات المبنية على الولاءات".



0 التعليقات:
إرسال تعليق