click here

click here

Click here

Click here

Click here

Click here

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Translate

آخر التعليقات

الثلاثاء، 18 مارس 2014

طلبةُ دارِ الحديث الحسنيّة ينزلون للشارع احتجاجا على "انسداد الآفاق"


طلبةُ دارِ الحديث الحسنيّة ينزلون للشارع احتجاجا على "انسداد الآفاق"

في سَابقةٍ هي الأولى من نوعها، وبعد أسبوع واحدٍ فقط على إعلان طلبة دار الحديث الحسنية عن خوض أشكالٍ احتجاجية تصعيدية، احتجاجا على انسداد الآفاق في وجه المتخرّجين، وعدم استجابة إدارة المؤسسة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لمطالبَ أخرى، أوقف الطلبة صباح اليوم الاثنين الدراسة، ونزلوا إلى الشارع، لمطالبة الجهات المعنية على التحرّك العاجل، للاستجابة لمطالبهم، وعلى رأسها ضمان الحق في اجتياز مباريات التوظيف، التي يقولون إنّ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تحرمهم من اجتيازها.
وقال عضوٌ في اللجنة التمثيلية لطلبة دار الحديث الحسنيّةِ إنّ الطلبة كانوا ينتظرون فقط عودة الملك محمد السادس من جولته الإفريقية الأخيرة، للتوجّه إليه برسالة تظلّم، مضيفا أنّ نزول الطلبة إلى الشارع لم يأتِ إلّا اضطرارا، "بعدما سُدّتْ جميع الأبواب في وجهنا، ولم يتبقّ غير الاستنجاد بأمير المؤمنين"؛ وتوجّهت احتجاجات طلبة دار الحسنية بالخصوص إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، إذ قال أحد الطلبة إنّ الوزير "كان يقول لنا أنتم هم علماء المستقبل، الذين يعوِّل عليهم المغرب، ولكنّ الحاصل هو أنّ دار الحديث الحسنيةّ لم تعد تُخَرِّج إلّا المعطلين والمعطلات".
ويقول طلبة دار الحديث الحسنية الذين تركوا قاعات الدروس ونزلوا إلى الشارع حاملين الشارات الحمراء، ولافتة كبرى يستنجدون فيها بالملك، إنّ السبب الذي أفضى إلى تصعيد الاحتجاج، هو أنّ الجهات المعنية أغلقت في وجههم أبواب الحوار، في ظلّ تذرّع إدارة المؤسّسة بكون مسألة توظيف الخريجين ليست من اختصاصها، وعدم فتح وزارة الشؤون الإسلاميّة لقنوات الحوار؛ "نحن لا نطالبُ بالتوظيف المباشر في الوظيفية العمومية، بل نطالبُ فقط بحقّنا في اجتياز المباريات"، يقول أحدُ الطلبة.
ويُضيفُ أنّ طلبَة دار الحديث الحسنيّة يتميّزون بكفاءة علمية عالية، وبتكوين علميّ كبير، وأغلبهم ولَج إلى المؤسسة بعد الحصول على معدّلات عالية، وبعد اجتياز مباراة أوّلية انتقائية، ثمّ مباراة الولوج، التي يُمتحن فيها الطلبة في أربع موادّ، وتابعَ قائلا "البرنامج الدراسيّ داخل مؤسسة دار الحديث الحسنية مكثف جدا، فبينما لا يتعدّى عدد الحصص التي يدرسها الطلبة في الجامعات سبع حصص، فنحن ندرس أربع عشرة حصّة، كما أنّ الطلبةَ يدرسون عدّة لغات، منها الفرنسية والإنجليزية، والاسبانية والعبرية". هذا البرنامج المكثّف يُسميه طلبة دار الحديث الحسنية بـ"التكوين العسكري".
ورفَعَ الطلبة والطالبات المشاركون في الوقفة الاحتجاجية المُنظمَة أمام باب مؤسسة دار الحديث الحسنية شعارات ندّدوا من خلالها بـ"الإقصاء والتهميش"، فيما اتّهموا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في البيان الصادر عن اللجنة التمثيلية الطلابية، الذي تُلي في ختام الوقفة الاحتجاجية بنهج "سياسة التجاهل والإعراض والإقصاء عدّة سنوات"، مُحمّلين "الجهات المعنية كامل المسؤولية عن تبعات الحراك الطلابي"، وهو الحراك الذي يبدو أنه لن يتوقّف عند حدود الوقفة الاحتجاجية، إذ قال أحد أعضاء اللجنة التمثيلية إنّ الطلبة عازمون على تصعيد الأشكال الاحتجاجية، "والتي سنعلن عنها لاحقا، إذا لم تبادر الجهات المعنية إلى الجلوس إلى طاولة الحوار، بما في ذلك اللجوء إلى الجمعيات الحقوقية، والفرق البرلمانية، ومقاطعة الدراسة، إلى أن يُستجاب لمطالبنا".
وتأتي قضيّة "الآفاق المستقبلية" للطلبة بعد التخرّج، على رأس مطالب طلاب وطالبات دار الحديث الحسنية، الذين وضعوا شعار "إلى أين مصيري" على صفحاتهم على المواقع الاجتماعية؛ فبينما نصّ ظهير 2005، المتعلق بدار الحديث الحسنية، على أنّ المؤسّسة منارة لتخريج علماء يعهد إليهم جانب التأطير الديني، والتأصيل للقضايا المعاصرة، والإسهام في ورش إصلاح الحقل الديني، الذي انخرط فيه المغرب منذ سنة 2003، عقب التفجيرات التي هزّت الدار البيضاء، يرى الطلبة أنّ مقتضيات الظهير لم تطبّق على أرض الواقع، وظلّت حبرا على ورق؛ يقول عضو باللجنة التمثيلية لطلبة دار الحديث الحسنية "مقتضيات النصوص المنظمة للمؤسسة، والظهير الشريف لسنة 2005، لم تنزّل إلى الآن، عمليا"، مضيفا أنّ الدولة لا تستفيد من العلماء المتخرّجين، رغم أنّها تصرف عليهم أموالا طائلة".
وردّا على البيان الصادر عن مدير دار الحديث الحسنية، أحمد الخمليشي، عقب نشر مقال سابق في هسبريس، حول مطالب طلبة المؤسّسة، والذي قال فيه إنَّ لا خلافات بينه وبين وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وأنّ ما يقوله الطلبة يتضمّن معطيات غير دقيقة، قال عضو اللجنة التمثيلية لطلبة دار الحديث الحسنية إنّ الطلبة لا يعنيهم أبدا ما إن كان هناك خلاف أم لا، وأنهم ينْأون بأنفسهم عن الدخول في مثل هذا الأمور؛ وتابع أنّ ما جاء في بيان أحمد الخمليشي تضمّن مجموعة من المعطيات غير السليمة، ومنها ما يتعلق بالسكن، قائلا "إذا كان السيد الخمليشي يقول إن هناك خطوات للتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، من أجل السماح للطلبة بالاستفادة من السكن في الأحياء الجامعية التابعة للوزارة فنحن لا نقبل بمثل هذه الحلول الترقيعية"، وأضاف "هذه مؤسسة قائمة بذاتها، ولكي يُنتج الطلبة، يجب أن تهيّأ لهم الظروف الملائمة، ومنها السكن".
السؤال الذي يؤرق طلبة دار الحديث الحسنية، والذي لم يجدوا له جوابا، في ظل غياب أيّ حوار مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الوصيّة عليهم، هو "لماذا تصرف الدولة أموالا طائلة على تكوين العلماء المتخرّجين من المؤسسة، ولا تستفيد منهم بعد التخرّج؟"؛ يقول عضو باللجنة التمثيلية الطلابية إنّ الدولة تضيع في رصيد بشريّ ذي تكوين عالٍ، يدرسون علوم الدين أربع سنوات، لنيْل شهادة الإجازة، ثمّ يدرسون ستّ سنوات لنيْل شهادة التأهيل في الدراسات الإسلامية العليا، التي تفتح المجال للطالب بالتسجيل في سلك الدكتوراه، كما أنّ الطلبة يدرسون، إضافة إلى علوم الشرع، العلوم الإنسانية وعلم الاجتماع وعلم النفس ومنهج البحث والمنطق، وبعد التخرج يجد كل واحد منهم نفسه أمام سؤال: "إلى أين مصيري؟".

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More