انتقلت قضية الاعتداء على الوزيرين الحسين الوردي ومحمد نبيل بنعبد الله إلى وسائل إعلام دولية طرحت نقاشا مفاده لماذا في المغرب يتم رشق الوزراء والشخصيات السياسية بالحجارة، عوض رميهم بالطماطم والبيض كما يحدث في فرنسا مثلا وغريها من البلدان المتقدمة.
هذا السؤال اللماح طرحه، برنامج "وجها لوجه" في قناة فرانس 24 على إحدى المنتسبات إلى حزب الأصالة والمعاصرة، وفاعل آخر عن حزب النهج الديمقراطي، حيث تباينت أجوبة الطرفين بين اعتبار الرشق بالحجارة والاعتداء اللفظي مجرد "فعل نشاز فقط"، وبين من عزا العنف الحقيقي إلى النظام "المخزني" في البلاد.
السؤال نفسه طرحته هسبريس على الدكتور حسن قرنقل، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة، والذي أكد أن الجديد في القضية لأول مرة بالمغرب هو تجرا المواطن على المس بالسلامة البدنية لوزراء، حيث لم يكن هذا الأمر موجودا او ملاحظا من قبل.
وقارن قرنفل بين الضرب الطماطم أو البيض في أوروبا، وبين الرمي بالحجارة في المغرب، كون الرشق بالطماطم يرمي من ورائه المحتجون هناك إلى الإثارة الإعلامية لقضية معينة، أكثر من إلحاق الضرر بالشخص المعني، بينما القذف بالحجر لا يُفهم منه سوى الرغبة في الإيذاء الجسدي.
وتابع المحلل ذاته أنه "في حالة المغرب، أو غيره من البلاد، عندما يتم استخدام الحجر أو مواد صلبة معينة في رمي شخصيات عمومية، فإن الضرر المادي يمكن أن يلحق بهذه الشخصيات"، مبرزا أنه في هذه الحالة "الدلالة ليست رمزية بقدر ما تحيل على العنف الموجه للغير".
وأفاد قرنفل أنه لا يمكن الحديث عن ظاهرة العنف ضد وزراء وشخصيات سياسية بالمغرب، بل مجرد حالات متناثرة وقليلة بدأت تظهر أمام صرامة الحكومة والتزامها بمجموعة من القرارات التي ترى أنها محقة في اتخاذها، من قبيل التدابير المصاحبة لإصلاح صندوق المقاصة، أو منع الموظفين من اجتياز المباريات، أو القرارات المتعلقة بمجال الصحة..
واسترسل الأستاذ الجامعي بأنه "يبدو أننا دخلنا مرحلة يأس وعجز المحتجين، حتى باتت الوسيلة الوحيدة لدى بعضهم هو الاعتداء بالعنف سواء اللفظي منه أو المادي"، مؤكدا أنها "تظل سلوكيات اعتباطية ليست لها قيمة سياسية، بل تتسم بالمسؤولية الجنائية".
وأوضح قرنفل أن الشخص الذي يتعرض لوزير أو شخصية عمومية بالمس الجسدي، أو الأذى المادي، يوجد في وضعية تستوجب متابعته قانونيا، لأن فعلته تلك ليس هدفها تسجيل موقف احتجاجي حول ملف أو قضية ما، بقدر ما هي فعل يحاسب عليه القانون الجنائي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق