رغمَ أنَّ مقترح القانون الرَّامِي إلى تجرِيم التطبِيعْ مع إسرائِيل أصبحَ فِي ثلاجَةٍ، تلفُّ مصيرهُ بالغموض، إلَّا أنَّهُ لا يزَالُ مستأثرًا بالمتابعة، لدَى الفاعلِين السياسيين بالغرب، كمَا لدَى الصحافَة الإسرائيليَّة، التِي أشهرتْ، مؤخرًا، ورقةً جديدة، جرَى توظيفها للحيلولة دون التصويت على المقترح.
حيثُ أوردتْ صحيفة "جوِيشْ كلوبلْ نيوز"، المختصَّة في شؤون اليهُود، أنَّ وزارة الخارجيَّة الهولنديَّة، لمْ تقفْ مكتوفة الأيدِي أمام المقترح، وتحركتْ كيْ يوقفَ الملكُ المغربِيُّ، محمد السادس، المقترح، الذِي يسعَى إلى تجريمِ أيِّ التطبِيع مع إسرائيل، ومعاقبة كل ضالع في التعامل مع الدولة "العبرية".
ووفقًا للصحيفة ذاتها، فإنَّ وزير الخارجيَّة الهولندِي، فرانزْ تميرْمان، كانَ مدركًا، في تدخلٍ له بالبرلمان، الأسبوع الماضي، للمخاطر التِي ينطوِي عليها المقترح، وأنَّهُ يطالبُ العاهل المغربِي كمَا الحكومة، للحيلولة دون التصويت على المقترح. قائلًا إنَّه يراهنُ على ما يتحلَّى به المغرب من الحكمة لينسف المقترح، وإنْ كانَ لا يزَالُ قلقًا حيالَ المقترح.
فِي سياقٍ ذِي صلةٍ، ذكَّرتْ الصحيفة بالروابط الموجودة بين المغرب وإسرائيل، محيلةً إلى تقديرات الكونغرس الأوربِي لليهُود، الذِي يقدرُ وجود حوالَيْ 3 آلاف يهودِي فِي المغرب، سيكُون لمقترح قانون مناهضة التطبِيع، وقعٌ مباشر عليهم فِي حال صودق عليه، على اعتبَار أنَّهُ يجرمُ زيارة إسرائيل، ويذهبُ إلى حدِّ إدانتهَا بعقوبات حبسيَّة.
التحركُ الهولندِي، يأتِي في نطاق ضغوطٍ مورستْ، حسب مراقبين، على المغرب كيْ لا يصوت البرلمان على المقترح، بينمَا كانَ القياديُّ في حزب الأصالة والمعاصرة، الحبيب بلكُوش، الذِي يرأسُ مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطيَّة، قدْ حذَّر من تبعاتٍ سلبيَّة للمقترح على قضيَّة المغرب، المراهن فيها على دعم اللوبِي اليهودِي. وهُو ما جعلَ البام يعدلُ عن مبادرةٍ سابقة له، بالإقدام على سحب المقترح.
جديرٌ بالذكر، أنَّ مقترح القانون المثار، كانَ قدْ أعدهُ المرصد المغربِي لمناهضة التطبِيع، المرؤوس من أحمد ويحمان، يصبُو إلى تجريم كافَّة أشكا التطبِيع؛ السياسي والثقافِي والأكاديمي والعلمِي مع إسرائيل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق