نقلَ الكاتبُ الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، معركته مع المحافظين، من ميدان السياسة إلى ميدان الثقافة.
المعركة الجديدة التي يخوضها الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، لجأ فيها إلى اتحاد آخر، هو اتحاد كتّاب المغرب، "لإشاعة ثقافة الحرية والحداثة والمواطنة، ومواجهة ثقافة التخلف والاستبداد والجهل".
ففي الندوة التي نظمها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بشراكة مع اتحاد كتاب المغرب، اليوم السبت، تحت عنوان "مجتمع المواطنة والحرية والإبداع"، قال لشكر إنّ السياق السياسي الحالي يسائل حول موقع قضايا الحداثة والمواطنة وقضايا المرأة في المجتمع المغربي، مضيفا أنّ هناك حاجة مُلحّة إلى صياغة أجوبة حول الهوية المغربية.
وقال لشكر إنّ موضوع الهوية لم يعد شأنا فكريّا فحسب، بل شأنا علميا، وزادَ أنّ المواطنة تستدعي كسر الانتماءات القبلية والحزبية، وأن تنتقل إلى ما هو أرحبُ وأشملُ، في أفق العيش في ظلّ دولة يسودها الحق والقانون؛ وعادَ لشكر إلى السنوات الأولى لنشوء حزب الاتحاد الاشتراكي، قائلا إنّ الحزب ناضل، على مدى نصف قرن، من أجل مجتمع المواطنة والحداثة والحرية.
ندوة اتحاد كتاب المغرب والاتحاد الاشتراكي، يوضح الكاتب الأول للحزب، ليست سوى بداية لمشوار من التعاون بين الاتحادين، "وقد كان هذا اللقاء ضروريا، في ظلّ الحاجة إلى اتحاد كتاب المغرب، التي صارت مُلحّة، أكثر من أيّ وقت مضى، لما للدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد لترسيخ مجتمع المواطنة، وصناعة مشروع ثقافي حداثيّ متنوّر".
الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي تحدّث عن انفتاح الحزب على المشاريع الثقافية والفكرية في المستقبل، مُعلنا عن إطلاق مجلّة ثقافية، وخلْق لجنةٍ علميّة لكتابة تاريخ الحزب، كما أعلن عن تجهيز المقرّ الفرعي للحزب في حيّ أكدال بالرباط ليصير مركزا للدراسات والأبحاث؛ وفيما طالب لشكر من المحاضرين خلال الندوة "أن ينخفض صوت السياسة ويعلو صوتُ الفكر"، قال إنّ الأفُق الاشتراكي يسعى إلى تحرير الإنسان من الاستغلال المادّي والروحي، ويشكّل البديل للمشاريع النيوليبرالية والأصولية على حدّ سواء".
من جانبه قال رئيس اتحاد كتاب المغرب، عبد الرحيم العلام، إنّ عمل الاتحاد الاشتراكي، واتحاد كتاب المغرب، يندرج في العمل على الإسهام في توطيد الحداثة في المغرب، مضيفا أنّ التحولات التي عرفها المغرب، بعد الحراك الشعبيّ، يجعل مساهمة الكتاب والمثقفين أمرا مطلوبا في هذه المرحلة، من أجل دعم حرّية التفكير والإبداع والرأي، ومن أجل بناء مجتمع الحداثة والحرية، وأضاف "لن نتوقف عند هذا الحدّ، بل سنواصل التعاون، بما تقتضيه المحبّة القائمة بيننا".
0 التعليقات:
إرسال تعليق