أكد الفنان يونس ميكري أن مشاكل الفن عموما بالمغرب ليست وليدة اليوم وقال في حديث مع هسبريس: "مشاكل الفن بالمغرب ممتدة لبداية الثمانينيات، وعلى سبيل المثال لا الحصر نرى أن الموسيقى توقفت، حيث كانت هناك موجة من الأغاني القادمة حينها من البلدان العربية كمصر وغيرها استطاعت أن تكتسح مختلف البلدان وقتلت الأغنية المغربية، حيث أصبح حديثنا مرتبطا بالتاريخ والأغاني القديمة للرواد كعبد الهادي بلخياط والحياني وعبد الوهاب الدكالي والأخوان ميكري و غيرهم، وذلك راجع لغياب التجديد و عدم بروز من يحمل المشعل".
وزاد الفنان الموسيقي و السينمائي في تشريح وضعية الفن بالمغرب خلال السنوات الأخيرة " الآن مع الحكومة الحالية نرى أن هناك فرملة سببها القوانين الجديدة للإنتاج الوطني سواء بالتلفزيون أو السينما ، حيث أن المنتجين والمخرجين يجدون مشاكل عديدة لإخراج أفلامهم، لأن القانون تغيّر، حيث يلزمهم بتوفير أموال لإنتاج أعمالهم الفنية، وهنا تتعطل العجلة، لأننا نعرف أن الفنانين لا يتوفرون على الأموال في غياب لمنتجين حقيقيين، ومادام أن هناك دعم مخصص لذلك يجب أن يذهب إلى مكانه، لأنه لا يعقل أن نترك المنتج أو المخرج في صراع مع الأبناك أو أن يقوم برهن منزله لتوفير القليل من المال ليبدأ فيلمه، أو يوقف فيلمه لأنه لا يتوفر على السيولة الكافية".
" في هذه السنوات الثلاث الأخيرة، نجد أن هناك فرملة حقيقية حتى فالتليفزيون، حيث كنا ننتج حتى 30 فيلما في السنة بين القناة الأولى والثانية، والآن لا ننتج إلا القليل وبصعوبة بالغة، والأفلام التلفزية تكون ذات جودة ضعيفة لقلة الإمكانيات، ولأن الدعم يصرف عبر أشطر، والشطر الأول تتوصل به بعد ثلاث أسابيع من التصوير، وهذا يعطل العمل، هناك عصي في العجلة كما يقال و لا أعرف هل ذلك متعمد أو أنها رؤية مختلفة للشأن الثقافي والفن بالبلد من طرف مدبري الشأن العام" يورد ميكري.
و يضيف الممثل السينمائي " هناك خيارت واضحة، إما أن نحرر الأمور و نترك المنتجين والمخرجين يتصرفون بالدعم و يشتغلون، أو نوقف كل شيء وبذلك نحل المشكل نهائيا، و إذا أردنا أن لا تتطور الأمور نغلق القنوات العمومية والحمد هناك عدة قنوات عبر العالم يمكن أن يشاهدها المغاربة، لكن لنا غيرة على وطننا ولا نرضى أن تعرض إنتاجات ضعيفة" وزاد" نرى غزو الانتاجات المستقدمة من تركيا و البرازيل والمكسيك، و هذا لا يعني أنها شيء سيء، و لكن يجب أن نعطى الفرصة كذلك للمغاربة لتقديم أعمال جيدة، لأنه في غياب فرص للعمل لن نتطور، تنقصنا العديد من الأشياء كالثقة في النفس وثقة المغاربة في الطاقات التي تتوفر عليها بلدنا، التي يجب أن نعطيها الإمكانيات لكي يصل التلفزيون و السينما للصورة التي نرضاها".
و عن نجاح المسلسلات التركية و المكسيكية أكد يونس ميكري أن ذلك مرده للإمكانيات الهائلة الموضوعة رهن إشارة القائمين على تلك الأعمال الفنية وقال " أنهم لا ينتظرون الدولة لدعمهم بل هناك شركات كبرى تنتج و توزع تلك الأعمال عبر العالم، و بالنسبة لنا هناك تقصير من طرف المنتجين و الدولة والتلفزيونات وشركات الإشهار التي لا تساعد الأعمال المغربية".
0 التعليقات:
إرسال تعليق