click here

click here

Click here

Click here

Click here

Click here

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Translate

آخر التعليقات

الاثنين، 3 فبراير 2014

فريد الدليمي: الذين خططوا لاغتيال الجنرال "أعداء للوطن والملكية"


فريد الدليمي: الذين خططوا لاغتيال الجنرال "أعداء للوطن والملكية"

فند فريد الدليمي، شقيق الجنرال الراحل أحمد الدليمي، أحد أبرز الوجوه العسكرية التي بصمت تاريخ المغرب الحديث، ما اعتبره إشاعات وأراجيف أحاطت بأخيه قيْد حياته وبعد وفاته أيضا، منها تسلطه وجبروته بإلقائه الجنود من معارضيه عبر الطائرة، أو واقعة رفع صوته في حضرة الملك الراحل الحسن الثاني عشية مقتله في حادثة سير "غامضة" بمراكش يوم 25 يناير 1983.
وأكد شقيق الجنرال الراحل، في الجزء الثاني من الحوار مع هسبريس، أن المهام التي كان يضطلع بها الدليمي جعلته قريبا جدا من مصدر القرار، وعلى علم بكل تفاصيل ما يروج في دهاليز السلطة، ما جعله عرضة لعدوانية بعض الحاقدين الذين كانوا غير مطمئنين على مصالحهم".
وأفاد المتحدث ذاته أن الذين اغتالوا شقيقه الجنرال أحمد الدليمي هم بحسب رأيه "أعداء للوطن والملكية في آن واحد، إذ لم يكن هدفهم سوى إضعاف القوات المسلحة الملكية التي تعد من الأعمدة الأساسية للبلاد".
وفيما يلي نص الجزء الثاني من الحوار الذي جاء مطعما بشهادات من شخصيات سياسية وإعلامية أجنبية، حرص فريد الدليمي على الاستدلال بها في معرض حديثه للموقع:
السيد فريد الدليمي..هناك من كان يتهم أخاك الجنرال أحمد الدليمي بالتسلط والصرامة الحادة لدرجة إلقاء الجنود المخالفين من الطائرة. ما مدى صحة هذه الأقوال؟
هذا غير صحيح، لأن من كان يغير من نجاحاته هو من كان وراء هذا النوع من الافتراءات للنيل من سمعته. و في أحد لقاءاتنا أكد لي أن "الإشاعات الرائجة حوله آنذاك غير صحيحة"، وطلب مني أن لا أشغل بالي بها، فكيف لضابط كان همه الحفاظ على حياة جنوده أن يقوم بمثل هذه الأشياء.
وأستسمحكم لتطلعوا شخصيا، ومعكم القراء الكرام، على بعض الشهادات التي تبرز مهنية الجنرال الراحل، وحرصه على حياة جنوده، منها ما أورده الصحفي "رافاييل ميركي" Raphael MERGUI في مجلة "جون أفريك" في عدد 1153 بتاريخ 9 فبراير 1983، قال فيه "
« Professionnel jusqu’au bout des ongles, Dlimi avait contribué à doter le Maroc d’une armée organisée et moderne… Le moral des troupes et l’économie des vies humaines étaient une de ses préoccupations essentielles…Dlimi pardonnait vite et surtout couvrait les erreurs de ses subordonnés. Il se refusait de faire des sanctions un style de commandement. »
وقدم أيضا المحامي الشهير فرانسوا جيبو François GIBAULT شهادته في حوار أجراه معه الصحفي المعروف فرانسوا سودان François SOUDAN، في مجلة "جون أفريك" في عدد 27 فبراير 1992، قال فيه إن " الجنرال كان رجل شرف، ونزاهة، وكفاءة خلقية رفيعة".
وهناك أيضا شهادة للسفير الفرنسي المعتمد بالمغرب آنذاك السيد "جاك موريزي" Jacques MORIZET، والذي كتب في رسالة تعزية موجهة للوالد رحمه الله أن "الجنرال أحمد الدليمي كان جنديا عظيما، ورجل شرف، ويمتلك خصالا أخلاقية رفيعة، خاصة شعوره إزاء الوطن" « Un grand soldat et un homme d’honneur, possédait de grandes qualités morales et notamment son sens de la patrie. »
صورة للجنرال أحمد الدليمي وهو يتسلم العلم الوطني من الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1970
أحد أفراد عائلة الجنرال أحمد الدليمي سبق أن صرح للصحافة أنه عشية مقتله حدث له خلاف مع الملك الراحل الحسن الثاني، وبأن الجنرال رفع صوته في حضرة الحسن الثاني..بعدها قتل في حادثة سير...ماذا تعرف عن هذه القضية؟
لم أسمع قط بهذه المسألة. وكل ما أعرفه أن الملك الراحل كان بالنسبة للجنرال بمثابة أستاذ له، ولا يمكن للتلميذ أن يقل أدبه على أستاذه. وهنا أيضا يمكن أن أستحضر ما قاله الصحفي "أندري بوطار" André PAUTARD في مجلة "ليكسبريس" في عدد 4 فبراير 1983،
والذي قال ما مفاده أن "الجنرال لعب دورا أساسيا في المحيط الملكي، وكان يدير القوات بالصحراء، ويصد هجومات جبهة البوليساريو..وفاة الجنرال، الخادم المتحمس للملك، بدون شهية للسلطة، والذي كان يمتلك العديد من الأسرار، شكلت خسارة كبيرة لسياسة المملكة".
أحمد الدليمي صحبة الملك الراحل بملعب محمد الخامس أواسط السبعينات
هناك من يقول إن أعداء الجنرال كثروا في الفترة الأخيرة من حياته، وأن أكثر من شخصية كانت ترغب في تصفيته الجسدية..فما قولك؟
الجنرال الدليمي كان، إلى أن وافته المنية، حاضرا كما قلت في جميع المراحل التي اجتازتها قضية وحدتنا الترابية عسكريا وكذلك دبلوماسيا.
فنجاعته في تدبير الملفات الموكولة له وانتصاراته الميدانية أصبحتا مثار انزعاج وحقد لدى بعض الأشخاص المقربين من الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله.
ومساره المهني المتميز منذ أن كان مديرا عاما للأمن الوطني، ثم رئيس الضباط المرافقين للملك الراحل، وبعد ذلك مديرا عاما للإدارة العامة للدراسات والتوثيق المعروفة بـ La D.G.E.D، ثم قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، فكل هذه المهام جعلته قريبا جدا من مصدر القرار، وعلى علم بالصغيرة قبل الكبيرة بما يروج في دهاليز السلطة.
كل هذه أشياء وتفاصيل تجعل صاحبها عرضة لعدوانية بعض الحاقدين الذين كانوا غير مطمئنين على مصالحهم.
صورة للجنرال في صيف 1967 بعد رجوعه من فرنسا
واسمحوا لي كذلك أن أستحضر في هذا الشأن شهادة المسؤول السابق للاستعلامات العامة Alexandre de MARENCHES، أجرته معه الصحفية الفرنسيةChristine OCKRENT في كتاب صدر سنة 1986 بعنوان: « Dans le secret des princes » تحدث فيه عن إعجابه بالعمل الكير الذي كان يقوم به الجنرال، وبأن له كان له أعداء لاشك أنهم في مناصب رفيعة:
« J’avais une très grande sympathie pour le général et une grande admiration pour l’extraordinaire travail qu’il accomplissait. Dans ce genre de métier, il faut dire qu’on se fait énormément d’ennemis. Je pense qu’il devait en avoir beaucoup et certainement très haut placés."
ماذا يمكنك قوله فيما يخص وفاة شقيقك بواسطة حادثة سير بمراكش؟
إذا كان هناك اغتيال، فإن الذين خططوا ونفذوا اغتيال شقيقي، تزامنا مع زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، حيث كان الجنرال مسؤولا على ترتيباتها، وقبل اللقاء التاريخي ببضعة أسابيع الذي جمع الملك الراحل بالرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، و الذي كان الجنرال أيضا من بين من سهروا على إنجاحه، هم بالنسبة لي أعداء الوطن والملكية في آن واحد، وبالتالي لم يكن هدفهم إلا إضعاف القوات المسلحة الملكية التي تعد من الأعمدة الأساسية لبلدنا.
ففيما يخص زيارة الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، لم يتمكن الجنرال SAULNIER رئيس القيادة العليا الخاصة للرئيس، من اللقاء بالجنرال لأن هذا الأخير كان قد لاقى ربه الكريم.
وهذه شهادة للصحفي فرانسوا سودان كتبها في مجلة "جون أفريك" في عدد 9 فبراير 1983، حيث قال ما يلي:
« Seul le général SAULNIER chef d’état major particulier de François MITTERAND a dû se sentir un peu désorienté. Son programme prévoyait en effet, des entretiens avec Ahmed Dlimi. Le général reposait déjà au cimetière des Chouhada. »
أما بالنسبة للقاء الذي جمع بين الراحلين الحسن الثاني والشاذلي بن جديد، فلم يتمكن الجنرال من حضوره لكونه انتقل إلى عفو ربه، بالرغم من كونه كان أحد الفاعلين الرئيسيين في صنع هذه القمة بين الملك الراحل والرئيس الجزائري بن جديد.
الملك الراحل يترأس نهاية كأس العرش لسنة 1973 بملعب محمد الخامس .على يمينه الجنرال أحمد الدليمي وعلى يساره الجنرال مولاي حفيظ العلوي.
لو طلبت منك أن تحدثنا عما رسخ في ذاكرتك، والتي تبدو قوية جدا، من أبرز اللحظات التي علمت فيها أسرة الجنرال الدليمي بوفاته..
يوم الثلاثاء 25 يناير 1983 توصل أبي بمكالمة هاتفية من القصر الملكي بمراكش أخبرته بوفاة ابنه. وفي الساعة الحادية عشرة مساء وصلنا أنا وأبي لمسكن الجنرال بمدينة مراكش، فوجدنا في استقبالنا ضابطين سامييْن للقوات المسلحة الملكية.
وبعد لحظة اتصل الجنرال مولاي حفيظ العلوي هاتفيا بالوالد، عدة مرات، فأبلغه رضا وعطف الملك الراحل، ثم اتفقا على ترتيبات الدفن، فرجعنا إلى مدينة الرباط في ساعة متأخرة من الليل.
وفي الغد وصل جثمان الفقيد إلي مدينة الرباط بواسطة طائرة الهليكوبتر، حيث تليت آيات من الذكر الحكيم على جثمانه في مسكنه بحي السويسي. ثم انطلق بعد ذلك الموكب الجنائزي صوب مسجد السنة، لتقام صلاة الجنازة على جثمانه بعد صلاة العصر.
من حضر تشييع الجنرال؟
حضر ولي العهد آنذاك الأمير سيدي محمد، والمرحوم الأمير مولاي عبد الله، ومستشارو الملك، وعلى رأسهم المرحوم أحمد بنسودة. كما أن جميع أعضاء الحكومة وممثلو الأحزاب السياسية والضباط السامون للقوات المسلحة الملكية، وكذلك أعضاء جيش التحرير، ومبعوثو بعض الدول الإفريقية، ثم جمهور غفير من الشعب المغربي رافقوا جثمان الجنرال إلى مثواه الأخير، حيث دفن في مقبرة الشهداء.
هل قدم الملك الراحل الحسن الثاني إلى بيت أسرة الجنرال بعد مقتله؟
في المساء، وكانت الساعة تشير إلى التاسعة ليلا، حضر شخصان وأخبرونا، أنا والوالد، بأن الملك الراحل الحسن الثاني سيصل بعد قليل.
وبعد حين وصل الحسن الثاني رحمه الله ووجدنا، أنا ووالدي، في استقباله. وعند نزول جلالته من سيارته أدى له الوالد التحية المخزنية.
رفع الملك الراحل يديه إلى السماء، وهو جد متأثر، مخاطبا الوالد: "الحاج لحسن، كانعرفك رجل شجاع، قال لي مولاي حفيظ أنك صبرتي صبر المومنين، هاد الشي ديال سيدي ربي وماعندنا مانديرو".
حيينا الملك الراحل، وتوجهنا بصحبته داخل المنزل، حيث توجه جلالته نحو زوجة الهالك، التي هي بمثابة أختي الكبيرة، وأبنائه. ولما تبين له أنها في حالة صحية صعبة جدا، نادى على طبيبه الخاص، الدكتور عبد اللطيف بربيش، وأمره بأن يمدها بما يلزم.
وعندما اطمأن الملك على زوجة الجنرال، وعلى أبنائها، رافقناه، أنا والوالد، إلى مكان مقابل للمكان التي كانت فيه زوجة الهالك أختي زهرة، فتوجه من جديد إلى الوالد، وقال له: "الحاج لحسن، أنت هو الأب ديال هاد الأسرة، أنت هو المنبع ديال هاد الأسرة، وغادي تبقى فالمكانة ديالك". وكان ذلك على مرأى و مسمع من جميع الحاضرين، وفي مقدمتهم أعضاء الحكومة. وعند توديعه توجه، مرة أخرى، للوالد بالقول: "الحاج لحسن، ما حدي أنا حي، عمر شي حاجة مايمكن ليها تقيسكم".
والد الجنرال الحاج لحسن الدليمي داخل البرلمان أواخر السبعينات
طيب..وما علاقة أسرة الدليمي بالملك الحالي محمد السادس؟
علاقتنا بالملك محمد السادس، حفظه الله، كالعلاقة التي تربط أي مواطن مغربي بملك البلاد. وبمناسبة هذا الحوار أتمنى له دوام الصحة والعافية وطول العمر ،حتى يحقق لهذا البلد ما يصبو إليه من أمن واستقرار وعيش كريم.
يتحدث البعض عن كون مدينة سيدي قاسم تتعرض لتهميش، فقط لكونها أنجبت الدليمي الذي تعرض لغضب الملك الراحل الحسن الثاني، والدليل عدم وجود زيارات ملكية لهذا الإقليم. ما ردك؟
كانت مدينة سيدي قاسم تُعرف كملتقى خطوط السكة الحديدية الرابطة بين شمال، شرق وجنوب البلاد، وكمحطة لتكرير النفط. كما تعتبر كذلك كخزان للحبوب لجهة الغرب. وتوجد بها مرافق صناعية كمعمل تكرير قصب السكر، وشركات لتكييف الحوامض، ثم معاصر عصرية وتقليدية لزيت الزيتون.
فمدينة سيدي قاسم عمالة ولها مجلس بلدي منتخب من طرف ساكنة المدينة، وتوجد فيها جميع التمثيليات الإدارية العمومية، بحيث المطلوب من هؤلاء النهوض بهذه المدينة المحورية. وموقعها الجغرافي ومواردها البشرية والاقتصادية ثم الفلاحية تؤهلها لتكون أفضل ما هي عليه اليوم.
لكن بعد موت الجنرال غادرت مجموعة من أعيان المنطقة مدينة سيدي قاسم للاستقرار بمناطق أخرى. ثم إن المسؤولين على وزارة الداخلية آنذاك والذين كانت لهم نوايا انتقامية عملوا على تهميش المدينة و نواحيها.
وكأني بالمسؤول الأول على وزارة الداخلية شعر بالذنب اتجاه مدينة سيدي قاسم حين صرح في استجواب للصحفي فرانسوا سودان بمجلة "جون أفريك"، عدد 6/12 مارس 2005، وكان ذلك قبل وفاته بسنتين ونصف بأن "أحمد الدليمي كان وطنيا، وطنيا إلى الأعماق، وليس بخائن أبدا".
الآن مدينة سيدي قاسم تتقدم بخطى بطيئة، على عكس مدن أخرى.هل ذلك راجع للامبالاة المسؤولين؟
لا أعتقد ذلك. لأن مدينة سيدي قاسم، مدينة كجميع المدن المغربية. تعيش فيها شريحة عريضة من المواطنين، انتظاراتهم كانتظارات جميع المغاربة.
أما وإن كان سبب تهميشها كونها أنجبت الجنرال الدليمي، فهذا خطأ فادح، لأن الجنرال الدليمي لم يكن إلا مواطنا صالحا وفيا لوطنه ولملكه، لا تأخذه في ذلك لائمة لائم. وهو واحد من الرعيل الأول لأبناء هذه المدينة، ولا يمكن أن يُربط مصير مدينة بمصير واحد من أبنائها.
وأما من يؤمن بهذا، أعتقد أنه عديم الأهلية، وله ضغينة لا تمت بصلة إلى الوطنية الحقة، والمواطنة الخالصة، فالجنرال كان يحب بلده، من طنجة إلى لكويرة، ونحن معه، ووفيا له، وكان يحثنا على الصدق في القول والإخلاص في العمل، يرحمه الله.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More