مَا إنْ يطوِي المغربُ صفحةَ تقريرٍ دولِي بشأنِ وضعهِ الحقوقِي، أوْ يكاد، حتَّى تباغته وثيقةٌ أخرى تحملُ نصيبًا غير يسير من القتامة في تصوير الوضع بالأقالِيم الجنوبيَّة، حيث خرجتْ منظمة "وور أونْ وونتْ" البريطانيَّة بتقريرٍ أولِي يتحدثُ بلهجةٍ لا تختلفُ كثيرًا عنْ تلكَ التِي يوظفهَا مسؤولُو البوليساريُو.
المنظَّمة الناشطَة في المجال الخيرِي استندتْ فيما دبجته على إفاداتِ وفدٍ برلمانِي بريطانِي، ضمَّ المدير التنفيذي للمنظمة السيد جون هيلاري، واختارتْ عنوانًا منحازًا يتلخص في "الحياة تحت الاحتلال في الصحراء الغربيَّة"، موردةً أنها وقفت على الوضع الحقوقي في المنطقة بعد لقاءاتٍ عدة عقدتها مع ناشطين انفصاليين، وجمعيات مدنيَّة، حاورتهم حول مدى التمتع بالحرية في التعبير عن الرأي والعمل في الوسط المدني.
كما لمْ يتوانَ هيلارِي عنْ وصف الانفصاليِّين الذِين أدانتهم المحكمة العسكريَّة في الرباط بعقوباتٍ تتراوحُ بين عشرين عامًا والمؤبد في أحداث مخيم أكديم إزيك، للتورط في قتل أفراد من الأمن المغربي، بالسجناء السياسيين.
"وورْ أونْ وونتْ"، التي تعني "الحرب ضد الحاجة"، أصاختْ السمع لنشطاء انفصاليِّين وأوردتْ حصيلةٍ أوليَّة لزيارة الوفد البريطاني، حررها جون هيلارِي في انتظار تقريرٍ أوفى، اتهمت المغرب بحرمان بعض الجمعيَّات من الوصل وعدم السماح لها بالاشتغال بشكلٍ عادِي، وهو ما اعتبرتهُ باعثًا على توسيع صلاحيَّات بعثة المينورسُو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء.
ورغمَ أنَّ الوفد المذكور كانَ قدْ التقى مسؤولِين مغاربة في العيون، كالوالي ورئيس البلدية واللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، اطلعُوا رفقتهم على ما تحقق في الأقاليم الجنوبيَّة، إلَّا أنَّ المنظمَة آثرتْ أنْ تخصص فقرةً صغيرة لوجهة النظر الوحدويّة، لتعود إلى الحديث عمَّا قالتْ إنه حضورٌ طاغٍ لأفراد الأمن بالمدينة، منتصف فبراير الماضي، من أجل ما قالتْ إنه قمعٌ لمتظاهرِين سلميين ينافحُون عن مطالب حقوقيَّة، كما أنَّ الحصيلة الأوليَّة للتقرير لمْ تتورع عن وصف أفراد الأمن المغربِي بـ"قوات الاحتلال".
أكثر من ذلك، قال المدير التنفيذي للمؤسسة إنَّ أعضاء الوفد البريطانِي أنفسهم أكرهُوا على مغادرة مكان الاحتجاج منْ قبل عناصر الأمن المغربِي، مضيفًا أنَّ آلة الكاميرا صودرتْ من أحد الأعضاء، ولمْ يتم إرجاعها إليه إلَّا وقدْ مسحتْ الصور التِي جرى التقاطهَا.
ولأنَّ مسؤول المنظمة البريطانية واحدٌ من المعروفين بنشاطهم المشايع للبوليساريُو، وسبق لهُ أنْ هاجم المغرب من شماعة حقوق الإنسان في تندوف عبر مقالات في عددٍ من الصحف الدولية، فإنَّ البوليساريُو عمدتْ عبر ما يعرف بوكالة أنبائها، إلى تعميم الخلاصات، التي كانت باعثًا لها على الانتشاء.
جديرٌ بالذكر أنَّ الوفد البرلمانِي البريطانِي الذِي كان مؤلفًا منْ جون هيلارِي، وجيريمي كوربين، عن حزب العمل، الذِي يرأس في الآن ذاته، "مجموعة الصحراء الغربية"، كما ضم كلًّا من مارك ويليام، من الحزب الليبرالي الديموقراطي، والكاتب العام لـ"مجموعة الصحراء الغربية "في البرلمان البريطاني، كانَ قدْ أثار ولاية العيون، التي كانت قد أفادت في بيان لها، أنَّ برلمانيا بريطانيا كان مصحوبًا بناشطين انفصاليين ضبط، وسط المدينة وهو يحرض على الشغب، بعيدًا عن الدور الذِي يتعين الاضطلاع به كعضوٍ في وفدٍ أجنبي يراقب بحيادٍ.
0 التعليقات:
إرسال تعليق