click here

click here

Click here

Click here

Click here

Click here

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Translate

آخر التعليقات

الخميس، 13 مارس 2014

هكذا يخطُب أردوغان أمام نُوّابه في البرلمان التّركي


هكذا يخطُب أردوغان أمام نُوّابه في البرلمان التّركي

السّاعة تُشير إلى العاشرة والنّصف بالتّوقيت التّركي، الإجراءات الأمنيّة جدّ مُشدّدة خارج مَبْنَى البَرلمَان الذي يقَع وسط العاصمة أنقرة؛ لأن الموعد هو خطاب مهم للرجل الأول في تركيا، رجب طيب أردوغان..
لا يمكنك الدخول دون إجراء فحص أمني بجهاز "السكانير".. رجال الأمن والشرطة والإعلام وكذا السياسة يرمقونك بأعين الاستغراب.. إلا أن طبيعة المهمة الصحفية التي جئنا من أجلها سهّلت علينا الولوج دون مصاعب تُذكَر..
حين الاقتراب من قاعة التي سيخطب فيها أردوغان أمام كتلة حزبه النيابية بالبرلمان، تسمع أصوات هتافات وشعارات وكأن الأمر يتعلق بأنصار جاءوا يشجعون فريقهم في مباراة حاسمة في كرة القدم.. ومرافقنا ضمن مهمة الترجمة قال إنهم أنصار الحزب ويهتفون بإسم أردوغان ويدعونه للاستمرار في مشواره الذي بناه منذ عقدين من الزمن..
ازدحام شديد في البهو الذي يؤدي إلى قاعة برلمان الحزب الأبيض، أو "العدالة والتنمية"، رجال الصحافة يتفقدون لوازمهم ويجرون استجوابات مع بعض السياسيين الموالين للحزب الإسلامي، فيما قليل من هؤلاء جالسون يحتسون الشاي التركي في مدخل مُجانب للقاعة التي ستشهد الحدث، في انتظار دخول "الزعيم".
بعد دقائق، يفتح باب قاعة البرلمان أمامنا إيذانا بالدخول.. إنها قاعة بحجم البرلمان المغربي تقريبا ومخصصة فقط للكتلة النيابية للحزب الحاكم، وهو الشأن مثله لباقي الأحزاب؛ في البداية انضممنا إلى المكان المخصص للصحافة المكتوبة والمرئية، حيث العشرات من رجال الإعلام المحلي والدولي يستعدون بكاميراتهم لتصوير الحدث الهام، أما باقي الصحافيّين، وأغلبهم نساء، فلا زالوا خارج القاعة يواكبون ما يجري على الجنبات ويجرون الاستجوابات..
القاعة مملوءة عن آخرها، صراخ وهتافات أزيد من 300 من الأنصار على الطابق العلوي تندمج مع الأحاديث الثنائية لأعضاء البرلمان الجالسين فوق كراسي خضراء تبدو عادية جدا؛ قليل منهم من تظهر لحيته على الخذ، فيما 4 نساء فقط يرتدين الحجاب من بين 35 عضوة في الحزب من الحاضرين.. والذين يبدو على محيّاهم الارتياح وكذا ترقب الرسائل لتي سيحملها خطاب رئيس الوزراء هذا اليوم..
عقارب الساعة تشير للثانية عشرة زوالا، مُسيّر الجلسة، الذي يجلس وراء منصة الخطاب إلى جانب ستة آخرين، يعلن عن دخول وفد أردوغان؛ في البداية يدخل وزراء الحزب، من بينهم داوود أوغلو، وزير الخارجية التركي، قبل أن يلج "الزعيم" البساط الأخضر وسط تصفيقات حارة وهتافات الأنصار بشعار "تركيا تفتخر بك"..
يتوجه صوب الجالسين في الصف الأمامي ملقيا التحية، أما بقية الحضور من البرلمانيين، الذين فاق عددهم الـ400، فلا زالوا في تحيته بالتلويح والتصفيق له.. إلى أن صعد إلى المنصة، وقريبا منه خمسة من رجال الحراسة الخاصين به، فيما انتصب المصوّرون أمامه، والذين ظلوا في أماكنهم طيلة مدة الخطاب، دون أن يخلقوا له إزعاجا أو يطلب منهم المغادرة..
الظرفية السياسية الصعبة التي تمرّ منها تركيا لم تغيّر من لهجة رجب طيب أردوغان، الذي تكلم كعادته بلكنة موزونة ومحفزّة، وبلهجة قوية وصوت مرتفع في بعض الأحيان، ترتفع معه هتافات الأنصار وتصفيقات النواب.
أردوغان ركز كثيرا في خطابه، الذي دام حوالي الساعة والربع، على الرد على خصومه، الذي كانوا أصدقاء له في الأمس، ممن يسميهم بـ"الكيان الموازي"، بقصده جماعة فتح الله غلون، حيث عرّج على حادثة التنصت على حوالي 7 آلاف شخصية معروفة والتي يطلق عليها الإعلام التركي بـ"الفضيحة".
تسريب شريط منسوب لأردوغان إلى الأنترنت، وهو يكلم فيه ابنه بلال ويدعوه لأخذ الأموال وإرسالها إلى وجهة معنية، رد عليه الزعيم السياسي بالقول إن الشريط غير حقيقي ومُمَنْتَج، ولا يعدو أن يكون مكيدة من المكائد التي تستهدف شعبيته واستقرار تركيا.
خطاب أردوغان لم يحمل ارتجالا أو قفشة من القفشات.. فالمرحلة، حسب أعضاء من حزبه، تقتضي حزماً وجدية في الكلام والخطاب، "نحن في مرحلة البناء والتعمير والرد على المشوشين بالقوة وبالحجة"، هكذا أسر لنا أحد أتباع أردوغان، بالتشديد على أن الأخير يعد رمزا في تركيا "إنه قوي ولا يخاف أحدا وسينجح في تحدّيه".
الخطاب الذي قدمه بِلُغَة قومه الأتراك، لا تكاد تميز فيه شيئا سوى بعض الكلمات العربية، من قبيل "إن شاء الله" و"الله" و"حساب" و"رابعة" و"تركيا" و"سياسي".. فيما تصفيقات الحاضرين وهتافات الأنصار تقطع كلام أردوغان كل مرة، مفسحة له المجال لأخذ النّفَس ومواصلة الخطاب بالحدة ذاتها.
تابع أردوغان كلمته بالرد على الاتهامات، محاولا إقناع الأتباع والرأي العام، بأن الحزب بريء مما يسميها "مخططات" الإطاحة به والانقلاب وكذا من تُهَم الفساد، مشددا على أن العقاب والحساب سيكون عسيرا على من يحاولون زعزعة استقرار تركيا.
انتهى الخطاب وانصرف الجميع لخارج القاعة من أجل إلقاء التحيّة على "الزعيم" المُلهِم من وراء جدار زجاجي، وكأن الأمر يتعلق بفنان مشهور أو نجم مرمُوق.. انتظرنا لأزيد من نصف ساعة، حتى ينتهي الرجل الأول في تركيا من لقاء بعض الوفود، حتى جاء دورنا..
صافَحنا أردوغان، الذي بدت على محيّاه آثار التعب والإنهاك، حيث أخبرنا أحد مرافقيه أن كثرة الخطابات التي يلقيها أمام أنصاره، مع اقتراب انتخابات 30 مارس المحلية، أتعبته، فيما سيتوجه نهاية الأسبوع ليلقي خطابات أخرى في سبعة محطات..
أردوغان أخبرنا بأنه جد مُنهك وأن ظهره يؤلمه لكثرة الوقوف والسّهر، لأن المعركة الحالية والحاسمة هي "صناديق الاقتراع" في 30 مارس القادم، كما يقول.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More