حواليْ ستّة عشر ألفا وخمسمائة كيلومتر هي المسافة الفاصلة بين المغرب وأستراليا. المغاربة الذين يعيشون هناك، في بلاد "الكانجرو"، يشعرون بالعزلة، ليس فقط بسبب بُعْد المسافة الفاصلة بين بلد الإقامة والبلد الأصلي، بل أيضا بسبب انعدام أيّ أنشطة ثقافية أو فنيّة من طرف سفارة المغرب بالعاصمة الأسترالية سيدني، تجمع بين أفراد الجالية المغربية المقيمة هناك، ما يجعلهم منعزلين عن بعضهم البعض، ويضاعف من وحْدتهم. هذا الشعور الذي يساور مغاربة أستراليا، نقلته السيدة رشيدة اليقين، مقدّمة برنامج إذاعي يُعنى بمغاربة استراليا على اثير إذاعة 5EMI- Fm الأسترالية، في حديث مع هسبريس.
وتضيف السيدة رشيدة، التي قضّت في أستراليا 32 عاما، بدارجة مغربيّة تقترب من الاندثار، أنّ عُزلة مغاربة استراليا، يزيد من وطْأتها غلاء أسعار تذاكر الطائرة التي تطبّقها شركة الخطوط الجوية المغربية، والتي تصل، حسب قولها، إلى 3.5 آلاف دولار أسترالي، للرحلة الجويّة بين العاصمة الأسترالية سيدني ومدينة الدار البيضاء، وتصل، خلال فترة العطلة الصيفية، حسب قولها دائما، إلى 4.5 آلاف دولار.
وتضيف أنّ أسعار تذاكر الطائرة، التي تعتبرها غالية جدّا، وإن كانت المسافة الفاصلة بين سيدني والدار البيضاء طويلة، تجعل كثيرا من المغاربة المقيمين في استراليا لا يقدرون على المجيء إلى المغرب بشكل مسترسل، خصوصا في ظلّ ارتفاع تكاليف العيش بأستراليا، لذلك، تقول السيدة رشيدة، يجد كثير من المغاربة أنفسهم مضطرّين للاستقرار هناك، في تلك البلاد البعيدة، وعدم المجيء إلى المغرب إلا نادرا، حيتْ يالله الواحد كايتكافا مع الوقت، ويلا بغا يجي كل عام ما عمّرو يجمع فرنك"، تقول السيدة رشيدة، داعية المسؤولين المغاربة إلى العمل على "تسهيل الأمور حتى يتسنى للمغاربة المقيمين بأستراليا زيارة بلدهم الأصلي بشكل دوريّ، وذلك عبر تخفيض أسعار تذاكر الطائرة.
من بين المشاكل التي تعاني منها الجالية المغربية المقيمة بأستراليا أيضا، مشكل تحويل الأموال، في ظل غياب أيّ مؤسسة بنكية مغربية في أستراليا. في هذا الصدد تقول السيدة رشيدة اليقين، إنّ تحويل الأموال نحو المغرب يتّسم بكثير من التعقيدات، إذا يلزم، أولا، تحويلها من أستراليا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومنها إلى المغرب، وأحيانا، قد تفشل العملية، كما حدث لها هذه السنة، عندما طالبت من ابنها المقيم في أستراليا، أن يرسل إليها أموالا إلى المغرب؛ الابن حوّل الأموال إلى الولايات المتحدة، ولكن العملية باءت بالفشل، حيث رجعت إليه الأموال عوض أن تسلك الطريق نحو المغرب. "دبا أنا بقيت بلا فلوس بسبب مشكل غياب أبناك مغربية في أستراليا". تقول السيدة رشيدة.
بالنسبة للتعامل مع مصالح السفارة المغربية بسيدني، قالت السيدة رشيدة "لا أواجه أيّ مشاكل من هذه الناحية، لأنني أحمل الجنسية الأسترالية، ولكن المشاكل الإدارية كاينة هنا في المغرب بزاف"، وضربت مثالا بإعداد بطاقة التعريف الوطنية، قبل 2010، عندما أعدّت جميع الوثائق المطلوبة، وعندما أرادت إيداع ملفها، تفاجأت بمن يطلب منها "التدويرة".
هذا الهاجس جعل السيدة رشيدة، التي ضاعت مننها بطاقة التعريف الوطنية، تتوجّس خيفة من التوجّه إلى الإدارة المغربية، من أجل استخراج بطاقة جديدة، وتتذكر ردّة فعلها عندما طلبت منها الموظفة المكلفة بملفات إعداد البطائق الوطنية التي قالت لها "دوري معايا"، بالقول "عندما قالت لي دوّري معايا، قلت لها ما باغاش كاع هاد لاكارط"، وتسترسل "حاليا ضاعت منّي بطاقتي الوطنية، ولا أعرف ماذا يجب عليّ أن أفعل، أنا خائفة من التقدّم ثانية إلى الإدارة المغربية".
وتعقد مقارنة بين تعامل الإدارة الأسترالية ونظيرتها المغربية، قائلة "هناك، في أستراليا، كل شيء سهْل للغاية، ما كاين لا مْقْدّم لا تدويرة لا صعوبات، وعندما تخرج من الإدارة كايكون بنادم فرحان"، داعية الحكومة المغربية إلى الاهتمام بالجالية المغربية المقيمة بأستراليا، وتقديرها، لأنّها تساهم في تنمية المغرب.
في هذا الصدد تقول السيدة رشيدة، "أنا حوّلت إلى المغرب 300 ألف دولار لبناء مسكن، وهو مبلغ مالي مهمّ، وكثير من مغاربة أستراليا يفعلون مثلي، ويستثمرون أموالهم في المغرب، لذلك يجب على المسؤولين أن يعملوا على تذليل العراقيل التي تواجهنا، حيتْ المغاربة كايبغيو بْلادهم، ولكن المشاكل التي نواجهها، تاتكرّه للواحد أنه يرجع لبلادو".
0 التعليقات:
إرسال تعليق