click here

click here

Click here

Click here

Click here

Click here

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Translate

آخر التعليقات

الأحد، 9 فبراير 2014

أحداث لا تنسى في تاريخ الرياضة الألمانية

قيصر كرة القدم
أغلب الظن أنه الأشهر على الإطلاق بين أقرانه الألمان، أو على الأقل بين الأحياء منهم. من يبحث عن ذلك الاسم في شبكة الإنترنت، باستخدام محرك البحث "غووغل" على سبيل المثال، عليه أن يتوقع عدداً من التسجيلات لا تقل مراتبه عن السبع. فرانتس بكنباور علامة فارقة، حتى على صعيد الإنترنت. اسمٌ اقترن بمسيرة من النجاحات فائقة النوعية. من موقع لاعب كرة القدم الاستثنائي إلى فضاء المدرب الرائد، ومنه إلى رحاب عالم بالغ التعقيد، عالم السياسة الرياضية العالمية. فرانتس بكنباور، المولود في 11 أيلول/سبتمبر 1945 في غيزينغ - ميونخ، لأبوين بسيطين، معجزة كرة القدم في بلد المعجزات الاقتصادية، 103 مباريات دولية، 424 مشاركة في مباريات الدوري الألماني، "القيصر" كما لقبته ألسنة الجماهير تعبيراً عن الإجلال والتقدير، يمثل ما يمكن وصفه بالحدث السعيد في تاريخ ألمانيا، "شعاع النور" الذي أضاء تاريخ ألمانيا. اسمه لا يقل بريقاً عن اسم أسطورة الكرة البرازيلية بيليه. لقد وحّد القيصر بين كرة القدم والتاريخ، وصنع لحظات لا تنسى في تاريخ ألمانيا. كيف استطاع أن يدخل البلاد كلها بإيقاع منتظم في حالة من الفرح الجماعي تتكرر كل 16 سنة بعبقريته ذاتها التي تتخفى وراء ستار من اللامبالاة، والتي عهدناها في تمريراته البعيدة التي كثيراً ما حلقت وحلقت لتفاجئ الجميع وتحط بدقة سنتمترات على قدم أحد رفاقه لتصنع الفوز. لحظات من الفرح صنعها بكنباور لتبقى خالدة إلى الأبد. كان قائد المنتخب الألماني الذي فاز ببطولة العالم 1974 وعقله المدبر، والمدير الفني للمنتخب الذي أحرز لقب بطولة العالم في العام 1990، ثم - ومن جديد بعد 16 عاماً - رئيساً للجنة المنظمة لبطولة العالم في كرة القدم 2006 في ألمانيا. برعايته التي كانت حاضرة في كل مكان نجح ذلك العرض المسرحي الفريد الذي فاضت عليه شمس الصيف بدفئها، وباركته قلوب الملايين من جماهير كرة القدم التي قدمت من كل أصقاع الأرض واصطفت في أميال متلاحقة ملأت شوارع ألمانيا وساحاتها وحدائقها لتتابع عن كثب مسرحية "أسطورة الصيف" في مشاهدها الأربع والستين التي امتدت على أسابيع عدة. بفضل لمساته الخلاقة تحول ذلك المهرجان الرياضي إلى لوحة فنية استأثرت بإعجاب العالم بأسره، ومازالت إلى اليوم تزين صرح الإنجازات العظيم الذي بناه "القيصر". فرانتس بكنباور، رئيس نادي إف سي بايرن ميونخ، وهاوي الغولف الطموح (يحمل العدد 7 على سلم نقاط الترجيح)، الشخصية العالمية، ورئيس مجلس إدارة جمعية فرانتس بكنباور الخيرية، يعيش اليوم في كيتسبيول (النمسا).
بوريس بيكر
مثل أعلى في رياضة التنس
بطل تجرفه الأحاسيس والمشاعر. إنه يخبئ أحاسيسه وأعصابه خلف رداء مفتوح. ما من أحد يقوى على مجاراته في السماح بالنظر إلى أعماق قعر الوديان التي لا بد أن ينحدر إليها من وقت لآخر قطار المغامرات النفسي في عالم رياضات القمة. الخسارة والانتصار، الفوز والدموع – ملعب التنس ما هو إلا مسرح لمعارك الأحاسيس، وكل مباراة هي مسرحية مليئة بالإثارة والأحداث. مبارياته أكثر إثارة من كل المسلسلات البوليسية التي تعودنا متابعتها في أمسيات الأحد. شاب متمرد كوحش بري يسلب عالم التنس الألماني براءته التي تميز بها عبر عقود. ضربات موزونة بحذر، من الخط الخلفي إلى أن تحين الفرصة للتقدم واقتناص النقطة عند الشبكة؟ لا، ليس عندما يكون اسم اللاعب بوريس بيكر. إنه يراهن على اللعب الهجومي، "الإرسال، ثم التقدم مباشرة لملاقاة كرة الخصم في الهواء قبل أن تمس الأرض"، هجوم دون قيد أو شرط. وإذا ما قصر الذراع عن كرة الخصم، طار إليها بكامل جسده محلقاً كالنسر. قبضته المضمومة تجدد لديه الحماسة والتصميم مع كل نقطة يحرزها، وإذا ما أخطأت كرته الهدف فإن المضرب قد يتحول إلى أشلاء.
سبع مرات لعب بوريس بيكر في نهائي بطولة ويمبلدون، فاز باللقب في ثلاث منها. لكن فرحة الفوز لم تبلغ عنده يوماً ما بلغته في 7 تموز/يوليو 1985 عندما وقف على "العشب المقدس" ولم يكن قد تجاوز السابعة عشرة، رافعاً يديه إلى السماء متوسلاً "أرجوك لا تمضي أيتها اللحظة...". يومها أدخل بيكر رياضة التنس إلى قلوب الملايين داخل ألمانيا وخارجها. واستقبلته الجماهير بحفاوة لم يعرفها قبله إلا نجوم الروك. لقد بات ذلك الشاب ذو الشعر الأحمر القادم من ريف بادن في ألمانيا نجماً ساطعاً يجذب الأنظار من مشرق الأرض إلى مغربها. كذلك كانت أيضاً حال حياته الشخصية التي كانت بدورها مزيجاً من الأحاسيس والأحداث المصيرية والتقلبات العنيفة. بوريس بيكر النجم العالمي، قلب ينبض بالانفعالات العاصفة، حياة تسودها السرعة وتملؤها التغيرات. ودع بوريس بيكر عالم رياضة المحترفين، لكنه سيبقى إلى الأبد علماً من أعلام رياضة التنس.
بيرغيت فيشر
مثل يحتذى به في رياضة الكانو (سباق قوارب التجديف)
إنها تعشق ذلك الهدوء، شاعرية الطبيعة، وتعشق ذلك الانسياب الهادئ على سطح الماء، خصوصاً في الصباح الباكر قبل أن ينقشع الضباب عن وجه بحيرة بيتس. تلك البحيرة في قلب براندنبورغ هي مملكتها الخاصة، منذ أن جلست في قارب السباق (الكاياك) للمرة الأولى، وعمرها آنذاك 6 سنوات. قطعت في تلك البحيرة عشرات الآلاف من الكيلومترات، تدربت وتدربت حتى اللهاث. ثم خرجت إلى العالم الكبير، عالم الضجيج، عالم الأضواء، عالم النجوم الكبار. شاركت في الألعاب الأولمبية: موسكو 1980، سيؤول 1988 – آنذاك وقبل سقوط الجدار، حملت علم جمهورية ألمانيا الديمقراطية – ثم برشلونة 1992، أتلانتا 1996، سيدني 2000، أثينا 2004، وعادت في كل مرة مثل صياد يحمل في جعبته فريسته الثمينة. وقفت ثلاث مرات على الدرجة العليا لمنصة التتويج في الألعاب الأولمبية. امرأة تتربع على قمة جبل أولمبوس. في بطولات الألعاب المائية في القارة الجديدة (أستراليا – نيوزيلاندا) كانت بيرغيت فيشر أبرز من حمل علم ألمانيا.
فازت بيرغيت فيشر بلقب بطلة العالم 27 مرة. ودخلت كتاب غينيس للأرقام القياسية كأول بطلة في تاريخ الرياضة تجمع ذلك العدد من الألقاب والميداليات في رياضة أولمبية. مرة أخرى راودتها فكرة المشاركة في الألعاب الأولمبية القادمة في بكين 2008، ولم تخف الأمر عن الصحافة. لكنها ما لبثت أن حسمت أمرها وخرجت بقرار نهائي لا رجعة عنه يقول "لا". بيرغيت فيشر، مواليد 1962، لن تجدف بعد اليوم إلا حباً بالتجديف فقط وليس طمعاً في مزيد من الألقاب. وهي اليوم كثيراً ما تحمل معها الكاميرا في أسفارها الشاطئية. إنها تحب التقاط الصور الجميلة في مملكتها الخاصة "براندنبورغ"، صور رومانسية شاعرية تلتقط أغلبها في ضباب الصباح. إنها تعشق تلك الطبيعة.
بيرنهارد لانغر
لاعب الغولف المحترف
بيرنهارد... من؟! حين تناقلت الأوساط الإعلامية ذلك الخبر في نيسان/أبريل 1985 تعلم الألمان أشياء ثلاثة. آ: هناك لاعب غولف اسمه بيرنهارد لانغر. ب: بيرنهارد لانغر هذا فاز لتوه في أوغوستا / جورجيا بالبطولة الأهم على الإطلاق بين بطولات الغولف العالمية. ج: الغولف رياضة حقيقية وليست، كما اعتقد الكثيرون، ضرباً من ضروب التسلية الأرستقراطية تحتكره شلة نزقة من كبار السن تفوح منها رائحة الأرستقراطية الإنكليزية.
ولكن من هو ذلك المدعو بيرنهارد لانغر؟ حين أحرز لقب بطولة يو إس ماسترز، بقميصه الأخضر الذي يميز فريق الغولف الأمريكي، لم يكن قد أتم الثامنة والعشرين.
ولد بيرنهارد لانغر في بلدة أنهاوزن الواقعة بالقرب من أوغسبورغ، لأب يمتهن حرفة البناء. بعد عام على فوزه ببطولة يو إس ماسترز، احتل اسم بيرنهارد لانغر عناوين الصحف العالمية من جديد، هذه المرة بصفته متصدر قائمة الترتيب العالمية لمحترفي رياضة الغولف. عام 1993 عاد لانغر ليفوز ببطولة أوغوستا مرة ثانية. ولكن من هو بيرنهارد لانغر؟ إنه شخص طموح، ذو موهبة فذة، مفرط في الدقة، يميل إلى الهروب من ضجيج الأوساط الإعلامية الذي يلاحق المشاهير، ينقصه بعض من الغرور. في بلاد الغربة تحول بيرنهارد لانغر إلى نجم لامع، في ألمانيا ما زال الكثيرون لا يعرفون عنه إلا القليل. لكنه بحق صاحب الفضل الأكبر في ازدهار رياضة الغولف على مستوى ألمانيا، والمثل الأعلى لأكثر من 000 550 لاعب غولف يهوون اليوم بمضاربهم الخشبية والحديدية على كرة الغولف البيضاء. تقديراً لما قدمه لانغر لرياضة الغولف، منحته ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية وسام الإمبراطورية البريطانية من الدرجة الممتازة. بيرنهارد لانغر نجم هادئ لا يسعنا إلا أن نرفع قبعتنا أمامه احتراماً لشخصه وتقديراً لإنجازاته العظيمة.
روزي ميترماير
الفنانة المبدعة في التزلج على الثلج
إنها مدمنة على الرياضة إلى حد الهوس، شخص مفطور على الحركة، لا يعرف السكينة. روزي ميترماير كثيرة الأسفار دائمة التنقل في سعيها الدؤوب وراء الثلج، وما أحبه إلى قلبها يكسو جبال بافاريا، فهنا بين تلك الجبال أمضت روزي ميترماير سنين عمرها الغضة، وهنا ما زالت تقيم إلى اليوم. روزي ميترماير شعلة الرياضة المتقدة دائماً. "روزي الذهبية"، عفوية في مظهرها وفي حديثها وأنيقة لبقة بآن معاً. عندما تتكلم، بلكنتها البافارية الجميلة، تتراءى للسامع سهول بافاريا الخضراء الفسيحة التي لم تطلها يد البناء، وبقرات تعتشب هنيئة فرحة بينما تميل الشمس إلى الغروب وراء جبال الألب في مشهد ساحر لا مثيل له.
العام 1976 كان بحق عام روزي ميترماير، في مسابقة كأس العالم للتزلّج فازت بسباق المتعرج (سلالوم) وسباق التنوع (كومبينيشن)، وفي البطولات العالمية الأخرى أحرزت ثلاثة ألقاب أخرى. أما التتويج الحقيقي فقد أرجأته إلى الألعاب الأولمبية في إنسبروك حيث أحرزت ذهبية المنحدر، وذهبية المتعرج، وفضية المتعرج الكبير. بهذه السلسلة من الانتصارات المتلاحقة تبوأت روزي ميترماير، من مواليد بلدة رايت في فينكل، صدارة الترتيب العالمي للسيدات في رياضة التزلج على الثلج. أتمت روزي ميترماير ذلك الموسم حتى نهايته، ثم ودعت عالم الاحتراف، دون أن تودع الرياضة.
وقد ألفت روزي ميترماير مؤخراً كتاباً حول الاستشفاء بالرياضة والطاقة العلاجية الكامنة في الرياضة والحركة. روزي ميترماير تحمل رسالة تحاول إيصالها إلى الجميع، إنها تسعى إلى إيقاظ البدينين الكسالى النائمين على الأرائك وانتزاعهم من مراقدهم، تحاول أن تنقذ أولئك المهددين بأمراض القلب، ممن أفسدتهم حضارة المدن الكبرى، وذلك بأن تدفع بهم إلى الحركة والرياضة، تحلم بيوم ترى فيه جميع أولئك الذين يمشون اليوم على العكاز يجوبون رحاب الطبيعة بسرعة البرق. الحركة والرياضة هما، في قاموس روزي ميترماير وفي رؤيتها لهذا العالم، مفهومان مطابقان تماماً لمفهومي الصحة وحب الحياة. روزي ميترماير تحتفظ بسحر الريف، تعشق البساطة، وتعيش تلك القيم المحافظة.
ميشائيل غروس
أيقونة في عالم السباحة
كثيراً ما نراه اليوم في المؤتمرات، ومن الصعب أن يخطئه النظر: د. ميشائيل غروس، من مواليد 1964، يبلغ طوله مترين وسنتيمتراً واحداً، مدير أعمال مساهم في شركة استشارية مختصة باتصالات الشركات في مدينة فرانكفورت.
في "معهد فرانكفورت لشؤون المال والإدارة" يدرس د. غروس "إدارة القوى العاملة" و"ثقافة المنشآت". أما المواضيع التي تثير شهيته على البحث فتتركز في "إدارة التغيرات" و"المنشأة كعلامة تجارية"، وإذا ما أخذ يحاضر حول "تحفيز العاملين" أو "طرق النجاح" فقد يملأ الأمسية بأكملها دون أن يداخل الملل حديثه السلس والمقنع بآن، وكثيراً ما يميل إلى استعارة الأمثلة من "حياته السالفة"، من ماضيه العريق. إذ لا يخفى على أحد أن د. ميشائيل غروس هو نفسه "الباتروس" (طائر القادوس). فاز بذهب الألعاب الأولمبية 3 مرات، أحرز لقب بطل العالم 5 مرات، ولقب بطل أوروبا 13 مرة، ولقب بطل ألمانيا 26 مرة، وسجل 12 رقماً قياسياً عالمياً. إنه أفضل سباح في تاريخ ألمانيا. يبلغ امتداد ذراعيه مترين وثلاثة عشر سنتيمتراً، يشق الماء بسرعة فائقة في السباحة الحرة وسباحة الفراشة. يحمل إلى اليوم الرقم القياسي الألماني في سباق 200 م فراشة (دقيقة واحدة و 56 ثانية و 24 بالمائة من الثانية)، رغم أن اليوم الذي سجل فيه ذلك الرقم يعود إلى أكثر من 22 عاماً خلت. شق طرق جديدة في الحياة، التجريب الدؤوب، تجاوز أساليب التفكير التقليدية، جوانب كثيرة أخلص فيها كل من "الباتروس" ود. ميشائيل غروس للآخر. جوانب جمعت بين كلتا الشخصيتين كوجهين لميدالية واحدة. "فوز أولمبي في كل يوم – الطريق إلى النجاح"، كان هذا عنوان إحدى محاضراته، وهو دون أدنى شك شعاره في الحياة.
شتيفي غراف
معجزة التنس
من أين نبدأ؟ هل نبدأ باستعراض سريع لحصيلتها من الانتصارات في كبرى بطولات التنس العالمية (بطولات الغراند سلام)؟ ويمبلدون مثلاً؟
لقد أحرزت شتيفي غراف بطولة ويمبلدون الدولية في الأعوام: 1988، 1989، 1991، 1992، 1993، 1995، 1996.
بطولة فرنسا المفتوحة؟ 1987، 1988، 1993، 1995، 1996، 1999.
هل نستنطق قائمة الترتيب العالمي؟ 377 أسبوعاً احتل اسم شتيفي غراف صدارة القائمة – إنجاز ما زالت تنفرد به إلى اليوم. كانت المرة الأولى في 17 آب/أغسطس 1987، كان عمر شتيفي غراف آنذاك 18 ربيعاً.
فتاة خجولة من الريف الألماني بشعر أشقر ضارب إلى الحمرة. في المؤتمرات الصحفية كان الارتباك بادياً على الفتاة، وغالباً ما كانت تحاول أن تكتفي بالتأكيد على رغبتها في المضي قدماً في تقديم "تنس جيد" يرضي جمهور هذه الرياضة. والحق أن "التنس الجيد" الذي قدمته شتيفي غراف كان فريداً من نوعه، لا نظير له في أداء أي من اللاعبات المنافسات. شتيفي غراف الطفلة المعجزة في عالم الرياضة البيضاء. لعبت التنس بأسلوب خاص بدا وكأنها جاءت به من خارج حدود هذا الكوكب. ضرباتها الأمامية لا سبيل لردها. في العام 1988 تمكنت شتيفي غراف من الفوز في جميع البطولات العالمية الكبرى (الغراند سلام) الأربع. في أوائل التسعينيات من القرن الماضي بدا تفوقها واضحاً إلى حد بعيد شكل تهديداً حقيقياً بانحسار متعة الإثارة عن ميدان تنس السيدات. إثر فضيحة ضريبية أعلنت شتيفي غراف أمام الملأ مقاطعتها لوالدها، الأب المسيطر الذي قاده طموحه المفرط إلى المغامرة ليس فقط بسمعته، وإنما أيضاً بسمعة ابنته نجمة التنس اللامعة. ذلك الحدث ساهم في انبعاث شتيفي غراف جديدة إلى العالم: شتيفاني غراف. 1998 قامت شتيفاني غراف بتأسيس جمعية "أطفالٌ للغد" التي تعنى بتقديم العون للأطفال الذين يعانون الفاقة في بلدان العالم الثالث. 2001 تزوجت شتيفاني غراف من نجم التنس الأمريكي أندريه أغاسي وانتقلت إلى ما وراء المحيط لتعيش معه في لاس فيغاس. وإلى اليوم ما زالت شتيفي غراف تستأثر بقلوب الملايين وتنتخب كأحب مشاهير ألمانيا إلى قلوب الجمهور الألماني، رغم أن لغتها الألمانية قد باتت تحمل طابعاً أمريكياً بالغ الوضوح.
ميشائيل شوماخر
أسطورة سباق السيارات
ظاهرة فريدة اسمها شوماخر: 250 مشاركة في السباقات الدولية الكبرى لسباقات الفورمولا واحد (الغراند بري)، أحرز لقب البطولة في 91 منها، صعد إلى منصة التتويج 154 مرة، انطلق من الموقع الأول 68 مرة، بلغ رصيده من نقاط بطولة العالم 1369 نقطة، أحرز لقب بطل العالم في سباقات الفورمولا 1 سبع مرات – السائق الأميز والأكثر نجاحاً في تاريخ رياضة السيارات، بطل الألفية في رياضة السرعة. تلك الظاهرة التي حملت اسم شوماخر: كانت البداية في سن الطفولة في مضمار لسيارات الكارت الصغيرة بالقرب من مدينة كولونيا، موهبة الفتى تتحدث عن نفسها. في 25 آب/أغسطس 1991 ظهر "شومي"، 21 عاماً، لأول مرة على حلبة سيرك الفورمولا 1.
هوكنهايم، مونزا، سيلفرستون... على مدى عقد ونصف العقد من الزمن يقود شومي نخبة نجوم رياضة السيارات ويضبط إيقاع تلك الرياضة. عهود رائعة، في سيارة فراري، التي جلس خلف مقودها من العام 1996، حيث تحول شوماخر إلى أيقونة فريدة في عالم رياضة السرعة. لقد أعطى شومي تعريفاً جديداً لمهنة سائق السباق. لا مكان في عالمه للتهور. الدقة والإتقان التام بدلاً من المغامرة اللامسؤولة. طموحه يدفعه إلى أقصى حدود الممكن، يهتم بلياقته البدنية كعداء يستعد للماراتون، مهارات فائقة في القيادة، معرفة تقنية متقدمة، وأسرة تؤمن الضمان الحقيقي للتوازن. شخص تعود العيش ضمن حدود الممكن، وقد يبدو في بعض الأحيان أسير الظروف الحدية. لكنه من وقت لآخر يكشف عن وجه آخر من أوجه شخصيته. عندما اجتاح إعصار تسونامي آسيا، تبرع ميشائيل شوماخر بعشرة ملايين دولار لمساعدة المنكوبين. عند وفاة والدته صعد سيارته وشريطة الحزن على ذراعه، وحقق فوزاً كبيراً لافتاً – ثم جلس جانباً وبكى. تلك الظاهرة التي اسمها شوماخر: مؤخراً تحول إلى رياضة الدراجات النارية، لكن بقصد المتعة لا أكثر. عالم السرعة يأسره، ويأبى أن يعتقه أبداً.
كاتارينا فيت
ملكة الرقص الفني على الجليد
عندما تضحك يذوب الجليد لضحكتها المشرقة. إنها ودون أدنى شك راقصة الجليد الأشهر والأكثر نجاحاً في عصرها. في كالغيري حصدت كاتارينا فيت في العام 1988 الذهب للمرة الثانية. دورها الأخاذ الذي فاض بعناصر الفتنة والإغراء والذي قدمته بشخصية "كارمن"، كان له وقع عاصفة صيفية تجتاح عالم الرقص الفني على الجليد الذي عرف بالتزامه التراث المحافظ. فلامنغو فوق الجليد، كاتارينا فيت تركز كثيراً على الجانب الفني في رياضتها. العناصر الشخصية في أدائها تنطق بالرشاقة والأناقة وتطلق العنان للخيال. عندما تدور حول نفسها بسرعة قصوى فإن ذلك لا يمنعها من أن ترسم على وجهها ابتسامة رقيقة يفوح منها عبق الأحاسيس الدافئة. جميع العناصر قد تم اختيارها بدقة فائقة لتتناغم بعضها مع بعض وتتمم سحر تلك اللحظة: الماكياج، تعابير الوجه، الموسيقى، قَصّة الشعر، تصميم اللوحة. رداؤها الأحمر الغامق يفتن الرجال ويذهب بعقولهم. في المشهد الرابع ستموت كارمن. إنها ترقص على جليد رقيق. "إنها أجمل وجه قدمته الاشتراكية" هكذا وصفتها مجلة التايمز البريطانية.
كاتارينا فيت ألمع نجوم جمهورية ألمانيا الديمقراطية، شهاب الرياضة الصاعد في بلد العمال والفلاحين الآخذ بالانهيار. مع سقوط جدار برلين في خريف 1989 بدأت المرحلة الأصعب في حياة كاتارينا فيت: أحمال الماضي تثقل كاهلها. لكن كاتي تخترق برقصها جدران الزمن جميعها. كعاصفة لا تقاوم تجتاح بضحكتها المشرقة قلوب الملايين في مشرق الأرض ومغربها، تنظم عروضاً فنية على الجليد في أمريكا، وتوقع عقوداً مغرية مع كوكاكولا. وعندما وقفت نجمة العالم كاتي فيت أمام عدسات مجلة "بلاي بوي" عام 1998 نفذ العدد من الأسواق خلال ساعات على امتداد العالم بأسره. حدث لم تعرفه المجلة في تاريخها إلا مرة واحدة من قبل – عندما تصدرت صور مارلين مونرو صفحات العدد.
في 4 آذار/مارس 2008 رقصت كاتي فيت، محبوبة الأوساط الإعلامية، رقصة الوداع. نجمة بعمر 42 عاماً تقول للجليد وداعاً. تقولها ضاحكة، كما عهدناها دائماً.
هنري ماسكه
الملاكم "الجنتلمان"
رجل يعطي الوقت حقه ولا يستعجل الزمن. يحافظ على مسافة أمان بينه وبين خصمه. الجملة نظيرة الودية تفرز الأدرينالين في جسمه وفق نظام "كش مات". رجل عقلاني. يتصرف فوق الحلبة كمهندس يحسب كل حركة بدقة وعناية. كل شيء يسير وفق خطة استراتيجية مدروسة. مهما طال الانتظار فإن تلك الوخزات المعايرة بدقة لا بد من أن تأخذ آثارها بالظهور. إنه لا يحسم النزال قبل أن يحيل خصمه مخرماً كالغربال. في 20 آذار/مارس 1993 ارتدى هنري ماسكه، من تروينبريتسن في أطراف براندنبورغ، حزام بطولة العالم – آي بي إف في الوزن متوسط الثقيل. بطل من طراز جديد: لطيف، مهذب، أنيق، مثقف، وذو مظهر رائع. جنتلمان داخل الحلبة وخارجها. أول نجم يسطع بريقه على امتداد سماء ألمانيا الموحدة، أول أيقونة تجمع بين شرق ألمانيا وغربها.
ذلك الجنتلمان انتشل رياضة الملاكمة من زاوية الهمجية والعنف وحوّلها إلى رياضة حضارية جديرة بالاحترام تخفق لها قلوب الملايين. دافع عن لقبه عشر مرات، 18 مليون يتسمرون بأعصاب مشدودة أمام شاشات التلفزيون كلما لبس هنري ماسكه قفازات الملاكمة وصعد إلى الحلبة. في 23 تشرين الثاني/نوفمبر1996 تأذن ساعة الرحيل. هنري ماسكه يخسر اللقب على يد فيرجيل هيل، ويختتم بتلك الهزيمة المرة مسيرة ضاقت بالانتصارات. "زفّت ساعة الوداع"، ألمانيا كلها تبكي، لكن هنري ماسكه يكتشف تحديات من نوع آخر. ضمن إطار مؤسسته الخيرية، مؤسسة هنري ماسكه، يمد البطل السابق يد العون والرعاية إلى الشباب المهدد بالانحراف. لكن ذلك اليوم الثالث والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر1996 يأبى أن يعتقه من الأسر.
بعد 3748 يوماً يصعد هنري ماسكه من جديد إلى حلبة الملاكمة، وقد بلغ الثالثة والأربعين. إنه يطلب مباراة الثأر. يفوز ماسكه على فيرجيل هيل، حامل اللقب. "الجنتلمان" يستعيد هدوءه الروحي من جديد. رجل يعطي الوقت حقه فعلاً ولا يستعجل الزمن!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More