قال الدكتور رداد العقباني، الدبلوماسي المغربي السابق، إن عودة الدفء إلى العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإيران "تحسب للملك وحده، حسب ما لدي من معلومات، لشروطها، وليست مجرد استئناف علاقات دبلوماسية مغربية إيرانية".
وأضاف العقباني في اتصال مع هسبريس أن "الشروط التي قبلتها إيران تضع في يد الملك محمد السادس، بصفة جلالته أميرا للمؤمنين، ورقة قوية جهويا ودوليا، ومكسبا كبيرا على المستوى الديني والهوياتي لأهل السنة، وخاصة أشقاء المغرب العرب، وبالتحديد المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والبحرين وغيرهم من دول الخليج".
واعتبر المتحدث أن الحليف الموضوعي للنظام العربي، هو مجموعة الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، التي تعتبر إيران أحد أقطابها، حيث أن سياق التفاهم الأمريكي الإيراني جاء مع إعادة تطبيع العلاقات مع دول الجوار الإيراني.
والسبب الكامن لعودة الدفء إلى العلاقات المغربية الإيرانية، يلخصه العقباني في أهمية "عودة المغرب إلى الانخراط والمساهمة بقوة في ما يجري بالخليج، للعب دور الوسيط التاريخي لإخماد بؤر التوتر فيه".
وقال العقباني: إن الدبلوماسية الحكومية وليست الملكية، أخطأت في محطات متعددة عن وعي أو جهل بتدبير جيد للعلاقات الدولية، وخاصة ما يمر عبر التحكم في مخاطر رهانات النظام الدولي، مما كاد أن يفقد المغرب مناعته وقوة دبلوماسيته الملكية التاريخية المعهودة".
وفي تعليقه على تصريح سابق للوزيرة مباركة بوعيدة، والتي قالت بأن المغرب لن يقبل باستئناف العلاقات المغربية الإيرانية إلا بشرط أن تكف إيران عن نشر التشيع بالمغرب، قال العقباني: "إن الدبلوماسية مجال محفوظ ومعروف، وأنصح الشابة الصحراوية التي نتمنى لها النجاح في مهمتها التريث في الإعلان عن مواقف لها تداعيات دبلوماسية غير محسوبة، والأهم أنصحها بعدم إعادة ارتكاب أخطاء من سبقوا في المنصب عبر ثرثرة خطاباتهم غير الدبلوماسية مما استدعى أصحاب القرار عزلهم".
وأضاف العقباني موجها كلامه للوزيرة في حكومة بنكيران: "ولا ننسى أن صديقي الدكتور عبد الكريم الخطيب مؤسس حزب بنكيران العدالة والتنمية يعترف بالمذهب الشيعي".
وكان المغرب قد قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران في مارس من عام 2009 بسبب "الموقف غير المقبول" من جانب إيران ضد المغرب و"تدخلها" في شئون البلاد الدينية، بحسب بيان أصدرته وزارة الخارجية المغربية.
واتهم البيان إيران، آنذاك، بمحاولة تغيير الأسس الجوهرية للهوية المغربية، وتقويض المذهب المالكي السنى الذي تتبناه المملكة الواقعة في شمال أفريقيا"، ناهيك عن إعلان المغرب عن تضامنه الشديد مع البحرين، خاصة بعد أن أعلن علي أكبر ناطق نوري، أحد مسؤولى النظام الإيراني في شهر فبراير من 2009 أن البحرين كانت المحافظة الإيرانية رقم 14باعتبارها دولة ذات أغلبية شيعية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق